24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
محاولة النزوج الجماعي لأهالي بلدة “مرسى بن مهيدي” الجزائرية إلى التراب المغربي يكشف ارتباك الإعلام الجزائري
سقطت مختلف وسائل الإعلام الجزائرية في إمتحان الشفافية وتعرضت لفضيحة مهنية بعد التعتيم والتكتم على قضية محاولة العشرات من ساكنة قرية “مرسى بن مهيدي” الجزائرية بورساي، المحادية لمدينة السعيدية المغربية، اللجوء إلى التراب المغربي.
ووجد الإعلام الجزائري نفسه في قلب فضيحة مهنية بعد الإحجام عن تفاعل مع القضية حيث لم تبث صور ولم ينشر خبر وهو ما أوقع الصحفيين في حرج شديد أمام مشاهديهم وقرائهم، بسبب هذا الخطأ المهني الذي يعكس الوضع المتردي الذي يعيشه الإعلام الجزائري، في ظل انغلاق السلطة على نفسها وتكتمها الشديد الموروث عن الزمن الاشتراكي حتى على القضايا الشديدة الأهمية وتفننها في إعطاء الأوامر الفوقية لوسائل الإعلام لتكتم .
ورغم وتسليط الأضواء على الحدث من طرف مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية، إلا أن التعاطي مع القضية من طرف وسائل الإعلام الجزائرية يعكس توجهات التعتيم والتكتم التي ما زالت تهيمن على وسائل الإعلام العمومية والخاصة، إذ مرت محاولة ساكنة قرية “مرسى بن مهيدي” الجزائرية اللجوء إلى التراب المغربي. بعيدا عن عيون الإعلام
مما يؤكد أن مسألة الشفافية وحرية الإعلام في الجزائر لا تزال غائبة إلى درجة أن تتكتم معظم الصحف والفضائيات ” عن خبر مهم وحساس مما يطرح تساؤلات حول مهنيتها وسقف الحريات الممنوحة لها ومن يرسم الخطوط الحمراء لها؟
تنظر السلطة الجزائرية إلى الصحافة عمومًا كقطاع منفلت، يهدد استقرار البلد، ويؤلب الرأي العام ضد السياسات الحكومية، ومن ثم تسعى جاهدة للسيطرة عليه، سواء عبر التحكم في قطاع الإشهار، وتوجيهه حسب منطق الطاعة، أو عبر الإغلاق المباشر للمؤسسات الإعلامية، إذا ما مست الخطوط الحمراء، كما حصل مع قناة الوطن و مجمع الخبر .