24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
57% من المغاربة يرفضُون تمكين المهاجرين من “التصويت محلّيا”
عبّر غالبيّة المغاربة، ضمن استطلاع لجريدة هسبريس الإلكترونيّة، عن رفضهم تمتيعَ المهاجرِين، الوافدين على المملكة للاستقرار بها، بحقِّ التصويت في الانتخابات الجماعيَّة القادمَة، وذلك ضمن إجابتهم عن سؤال بخصوص انتخابات الجماعات المرتقبة العام المقبل وإمكانيَة مشاركة “الوافدين” في اختيار المدبرين للشؤون المحليّة.
الاستطلاعُ شاركَ فيه عن الـ 32.500 من قرّاء جريدة هسبريس، وقد أفرزَ 57,02 في المائة من المعارضِين للفكرة، فيمَا ذهبَ الباقي، من المستطلعة آراؤُهم، إلى أنَّهم لا يجدُون مانعًا في ذلك، إسوةً بالمواطنِين المغاربَة الذين يقصدون صناديق التصويت المحليّة.
الحقوقيُّ السودانِي رفعَت أمين، المقيم في المغرب، يرى أنَّ نتائج الاستطلاع لا تعكسُ بالضرورة نفورًا أوْ عنصريَّة من المغاربة ضدَّ الأفارقة، بقدر ما يمكنُ قراءتهَا ترجمة لتقديرات اقتصاديَّة واجتماعيَّة وسياسيَّة وأمنيَّة عند المستجوبِين.
ومن الوارد، حسب ذات الناشط السُّودانِي، أنْ تكون النتائج معربةً عن تخوف المواطنين المغاربة من استشراء بعض الظواهر التي ارتبطت تاريخيًّا بالهجرة، مثل دخُول عاداتٍ وسلوكيَّات مرتبطة بثقافة قدْ تتعارض مع ثقافة السكان المحليِّين في بعض الأحيان.
من ناحيَة ثانية، يوردُ رفعت أنَّ المجتمعات التي تعانِي نسبيًّا من أوضاع اقتصاديَّة موسُومة بارتفاع البطالة، يكون ردُّ فعلها تجاه خطوات من قبيل تمتيع المهاجرين بحق التصويت، محفوفًا بكثير من المخاوف.
أمَّا أشرف العلمِي، الطالب في كليَّة الإعلام والتواصل بجامعة فاس سايس، وهُو أحد المصوتِين بـ”لَا” في الاستطلاع، فيعزُو رفضهُ إلى عدم جاهزيَّة الوضع السياسي في المغرب “أخشَى في حال جرى تمتيع المهاجرين في المغرب، بحقِّ التصويت في الانتخابات الجماعيَّة القادمة، أنْ تستغلهُم الأحزاب السياسية، دُون أنْ يكُون لمشاركتهم أيُّ نفع”.
أشرف ينفِي أنْ يكون عنصريًّا ضدَّ المهاجرِين بالمغرب، ويقُول إنَّه لا يعارضُ، من حيث المبدأ، تمتيعهم بحق الانتخاب، لكن الحديث عن المهاجرين والحقوق السياسيَّة في المغرب لا ينبغي مقارنتهُ بتعاطِي بعض الدول الديمقراطيَّة في أوروبا وأمريكا مع المهاجرين “صناديقُ الاقتراع عندنا محدُودة التأثير، زدْ على ذلك أنَّه سيكُون من السهل جدًّا شراء أصوات أفارقة جنُوب الصحراء الكبرى” يردفُ المتحدث وهو يميط اللثام عن محددات اختياره.
الانتخابات في المغرب، وفقًا لنفس المتحدث، لا تشكل لحظة حاسمة، وبالتالي، فإنَّه من الأجدر “معالجة علاقة المواطن المغربي بالانتخابات”، ويزيد: “حين يتحققُ الوعي لدى المواطن المغربي بعمليَّة الاقتراع، وتجري في سياق سليم، حينها فقط يصيرُ الحديث عن إشراك المهاجرين ذَا معنَى”.