24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | معارض يعري بوليساريو و المخابرات الجزائرية

    معارض يعري بوليساريو و المخابرات الجزائرية

    شكلت الدورة 43 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف، لحظة قلبت كل حسابات قيادة البوليساريو والمخابرات الجزائرية، التي لم تكن تتوقع أن يخرج من رحمها من يفضح سجلها الطويل في الانتهاكات التي طالت و لا تزال تطول الصحراويين العزل، بعيدا عن أنظار العالم.

    فمشاركة الفاضل بريكة في أشغال المجلس الأممي، هو الصحراوي الذي تربى وترعرع في كنف جبهة البوليساريو، شكلت ضربة موجعة أصابت غويلي وزبانيته في مقتل، وهم يرون أكاذيبهم تتكشف على مسامع كل أعضاء المنظومة الدولية، بعد أن كسر بريكة حاجز الصمت، و قدم شهادته حول الإنتهاكات الجسيمة التي ترتكب داخل المخيمات التي حولتها البوليساريو، برعاية مباشرة من عسكر الجزائر، لسجن كبير.

    البوليساريو التي اعتادت أن تبطش وأن تنكل بكل من يخالفها الرأي بمخيمات تندوف دون حسيب أو رقيب، اقتنعت أن “الجرة لن تسلم كل مرة”، وأن ألاعيبها و كذبها و دعاياتها لن تنطلي بعد اليوم على المجتمع الحقوقي الدولي، الذي صدم من هول الفظاعات التي سردها الفاضل في شهادته أمام أعضاء المجلس، و كذلك خلال لقاءاته الجانبية مع ممثلي مؤسسات حقوق الإنسان، الذين عبروا عن خيبة أملهم إزاء مغالطات البوليساريو والمحسوبين عليها ممن يقدمون أنفسهم كمدافعين عن الشعب الصحراوي، في حين يلتزمون الصمت، بل ويغالطون الرأي العام حول ما يقترفه جلادو البوليساريو والسلطات الجزائرية ضد صحراويي المخيمات.

    لم و لن يجد الفاضل بريكة، شأنه في ذلك شأن أغلب سكان المخيمات، عناء كبيرا في إقناع مخاطبيه، أن الرجل يجسد شهادة حية على أثر الانتهاكات والويلات التي كان ضحية لها، ابتداء من حرمانه من حقه في الدراسة، وتجنيده قسرا في سن 14 سنة في صفوف عسكر الجبهة، قبل أن يلتحق بمختلف هيآتها التنظيمية.

    تمكن الفاضل من أن يعرف التنظيم من الداخل، وخبر ألاعيبه وكل أساليب التحكم التي ينهجها لضمان استمرار أعضاء القيادة أنفسهم على كراسيهم، والإبقاء على سكان المخيمات رهينة في أيدي عسكر الجزائر، لينتفض ضد ممارسات الجبهة التدليسية ومتاجرتها بمعاناة صحراويي المخيمات.

    لم تجد القيادة بدا من إبعاده عن المخيمات عبر تخييره بين السجن أو تسهيل هجرته لأروبا، حيث واصل مساره النضالي، الذي شكلت أبرز محطاته قضية اختفاء الخليل أحمد ابريه، منذ اختطافه سنة 2009 بالعاصمة الجزائرية. وهي القضية التي دفع ثمنها غاليا بعد عودته للمخيمات لزيارة أمه المريضة، ليُعتقل أواسط شهر يونيو 2019، ويقضي في سجون البوليساريو شهورا عديدة، تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب، قبل أن يفلت من قبضتها بضغط من المنظومة الدولية على النظام الجزائري، غير أن سجانيه لم يدركوا أن لهم موعدا مع الرجل في عاصمة حقوق الإنسان بسويسرا، لينقل معاناة النشطاء الصحراويين داخل المخيمات، و يفضح الوجه القبيح للقيادة التي كانت تستغل الضمير الإنساني الدولي، من أجل مساعدات تُحرم منها أفواه الجوعى من أطفال الصحراويين، لتباع في أسواق الجزائر و موريتانيا، ضدا على كل المواثيق الدولية.

    سيكون لشهادة الفاضل تحت سقف الأمم المتحدة ما بعدها، فقد تناقلتها صفحات “الفيسبوك”، و بلغت مشاهداتها المئات دقائق بعد بثها، و أسالت الكثير من مداد المدونين، الذين وجدوا في جرأة الرجل خطوة في الاتجاه الصحيح، لتتحرر الإرادات، و يتراجع الخوف، و لتنعتق الأصوات المعارضة من رقبة الاستبداد و القمع الذي فرضه لبيشير ولبطيل و غويلي و أصحابهم الآخرون.

    إن المخيمات التي ظلت تعيش تحت نير الاستبداد و البطش عقودا، باتت اليوم محط أنظار المنظومة الدولية، التي اكتشفت أن من قُدموا لها في السابق مدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان، أمثال أمينتو حيدار، ليسوا إلا تجار أزمات لا يعرفون من حقوق الإنسان إلا ما يحققون به نجومية زائفة تغطي على معاناة سكان المخيمات.

    فهل تحدثت أمينتو يوما عن اختفاء الخليل أحمد بريه، أو عن تجنيد الأطفال داخل المخيمات، أو عن التعذيب في سجون الرشيد و الذهيبية أو عن تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة لبني جلدتها من الصحراويين الموجودين في المخيمات؟ لا تؤمن أمينتو بأن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزيء، بقدر ما تؤمن أن مشروعيتها و وجودها و نجوميتها رهينة باجتهادها في خدمة القيادة و عسكر الجزائر.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.