البوليساريو يهدد الأمن الغذائي لموريتانيا
رغم عدم رد فعل موريتاني رسمي كبير على أزمة الكركرات إلى حد الساعة، إلا أن الإعلام المحلي ينقل باستمرار تداعيات إغلاق المعبر الحدودي على الاقتصاد الموريتاني.
فقد أكدت تقارير إعلامية، هذا الأسبوع، أن منع مرور التجار وعربات الشحن المغربية التي تزود أسواق نواكشوط بالخضروات، تسبب في غلاء الخضار ومواد غذائية أخرى في السوق الموريتانية.
وبحسب صحيفة “الأخبار” المحلية، فإن أسعار بعض الخضار ارتفعت بنسبة 100 في المئة في أسواق العاصمة، مشيرة إلى أن “الباعة والمستهلكين (أرجعوا) سبب هذا الارتفاع إلى إغلاق معبر الكركرات الحدودي”.
وشهد هذا المعبر الحدودي، منذ أسابيع، توترا بسبب إستفزازات البوليساريو، لشاحنات موريتانية ومغربية من العبور للجانب الآخر من الحدود، بداعي أن المعبر “غير قانوني، وعائق أمام الجهود الدولية في البحث عن حل” لقضية الصحراء الغربية.
“تهديد للأمن الغذائي”
وفي هذا الصدد، قال المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، كان حاميدو بابا، إن موريتانيا تعتمد بنسبة 70 في المئة على المواد الغذائية والخضروات القادمة من الشمال، خاصة من المغرب، مشيرا إلى أن إغلاق المعبر الحدودي “خنق الاقتصاد الموريتاني، إذ تضاعفت الأسعار بشكل لم يعد مقبولا”.
وأضاف أن “جائحة كورونا أدت إلى وضع اقتصادي متردي للأسر الموريتانية، لكن الآن جاءت هذه الأزمة لتُجبر الآلاف على الاستغناء عن المواد الأساسية القادمة من المغرب”.
وأوضح أن “أسعار الطماطم والبرتقال مثلا تضاعفت أربع أو خمس مرات منذ إغلاق المعبر”.
وأضاف أن موريتانيا “لا تتوفر على الأمن الغذائي، إذ تعتمد على السنغال والمغرب بشكل كامل، وهذا ما يفسر شكاوى الباعة والمستهلكين في الأسابيع الماضية”.
وقال إن على الحكومة الموريتانية أن تتحرك رفضا لما يقع، مشيرا إلى أن مشكل الكركرات أصبح يمس الأمن القومي الموريتاني.
وفي الوقت نفسه، دعا السياسي الموريتاني حكومة الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى العمل من أجل توفير الأمن الغذائي للشعب الموريتاني”.
جدوى الحياد الموريتاني؟
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية والمحلل السياسي الموريتاني، محمد الأمين الداه، إن “التداعيات الاقتصادية لما يحدث في الكركرات تتجلى في السوق المحلي في نواكشوط”، مضيفا أن “موريتانيا تستورد الكثير من البضائع من الطريق الرابط بينها وبين المغرب”.
وأوضح أن “إغلاق هذا المعبر أدى إلى غلاء أسعار الفواكه والخضراوات، إذ تضاعف خلال اليومين الأولين. ومع استمرار الأزمة بدأت بعض المواد الاستهلاكية تنفد من السوق الموريتانية، وهذا خلق أزمة اقتصادية مقلقة للرأي العام الوطني”.
وتابع: “تم طرح سؤال أهمية الاكتفاء الغذائي بموريتانيا مرات عدة إضافة إلى التقصير الحاصل في المجال الزراعي، وقد حدثت مطالبات وطنية لمحاولة الاتجاه نحو الزراعة”.
وأشار إلى أن موريتانيا “ستلجأ حاليا إلى حلول سريعة لفكّ الأزمة وتتعلق أساسا بتمويل السوق الداخلي من خلال البحر واستيراد بعض الخضراوات من الجنوب الموريتاني”، لكن أزمة الكركرات ستهدد باستمرار موريتانيا.
وفي هذا الشأن، قال الأمين ولد الداه، إن “الرأي العام بدأ أيضا يتساءل حول جدوى الحياد الموريتاني حيال قضية الصحراء ، طالما أن هذا الصراع بدأ يؤثر على الأوضاع في موريتانيا بشكل جدي”.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net
تعليقات الزوّار
أترك تعليق
من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
صوت وصورة

تقرير المقررة الأممية “يفضح” قمع حقوق الإنسان في الجزائر

المخابرات تستهدف المعارضين.. ما قصّة الجاسوس الجزائري ؟

الأباتشي …المغرب يقتحم بوابة الاقتصاد العسكري

منظمة الأمم المتحدة للسياحة: المغرب وجهة مفضلة للمستثمرين

طنجة.. الحرس الملكي يوزع وجبات الإفطار التي يتكفل بها جلالة الملك

فرنسا: مسؤول وموظفة قيد التحقيق بـ”تهم التجسس” لصالح الجزائر

الجزائر : تضييق النظام يوحد النظام

أي عيد للمرأة في الجزائر ومعتقلات رأي في السجن

الجزائر الجديدة.. بين أزمات الداخل والخارج؟!

سفير فرنسا الأسبق يتهم الرجل الثاني في الدولة الجزائرية “بشراء شقة في باريس”!

بتعليمات ملكية سامية ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة للاخديجة يطلقان العملية الوطنية رمضان1446
