24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الجزائر.. البلد الشاب التي تحكمه طبقة من الشيوخ
لايزال الحرس القديم في الجزائر يسيطير على دواليب السلطة في بلاد يشكل الشباب فيها الغالبية العضمى من السكان، بداية من رئيس الجمهورية تبون ذي 75عاما الذي أصبح عاجزا للعودة للحكم بسبب مرض، فيما غادر أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الشعبي الجزائري عن الـ80 سنة.
ويأتي خليفته السعيد شنقريحة إلى حكم في سن الـ76 سنة فيما يتقلد الفريق بن علي بن علي قائد الحرس الجمهوري رتبة فريق أول وهي غير موجودة قانون (يتجاوز 81 سنة).
طبقة الشيوخ الحاكمة بالجزائر،التي لم تظهر أية إشارة عن إرادتها التخلي عن امتيازاتها، تتعنت بعدم التخلي عن منفد لشباب ذو كفاأت وتواصل الطريق بلا تخطيط بإنتخابات مزورة وتفريخ للعهدات وتعديل لدستور حسب الظروف والحاجات.
ويبدو أن ليس هناك أمل، فالانتخابات الرئاسية الجزائرية مزقتها ألة التزوير، والمؤسسة العسكرية التي تقود الجزائر في خفاء يسيطر عليها الشيوخ في مختلف المراتب وتخصصات.
والأسوء من ذلك، فنفس جيل القادة الذي تحكموا في خيرات البلاد مند الإستقلال وهم الذين مازالوا يسيطرون على السلطة، وهذا ما يظهر حاليا بعد تعيين عبد المجيد تبون، في منصب رئيس الدولةالـ76 سنة .
لقد رسم للشباب صورة قاتمة عن مستقبل حلموا فيه بالتغيير فرضت الشرعية الثورية لحكم الجزائر منذ الاستقلال في 1962م إلى يومنا هذا أسلوبا قمعيا لا يسمح إلا لشخصيات بعينها ممارسة السياسة مما جعل التداول على السلطة مستحيل لقد “هَرِم” الشباب وتقدم الشيوخ رغما عن صمود الحراك ومقاطعة الإنتخابات الهزلية .
تعيين تبون كان مسلسل لثقافة تسيطر على رجال القرار بالجزائر،الصورة ستصبح قاتمة إذا أضفنا إلى بوتفليقة رئيس سابق وبوحجة وقايد صالح وتبون شخصية أخرى ليست سوى صالح كوجيل الـ90 سنة الذي عين رئيسا لمجلس الأمة بنيابة بدلا عبد القادر بنصالح وقد يصبح في كرسي رئاسة خلال فترة الإنتقالية.
إنها قضية لا تتعلق بالسن بقدر ما تهم علبة سوداء تخرج هؤلاء القادة يتناوبون على حكم الجزائر ونهب خياراتها تحت ذريعة الشرعية الثورية، فماهي الأضافة التي ستقدمها هذه الطبقة للشعب الجزائري وهي تجر وراءها سنوات من الإخفاقات وتعمل كل ما في جهدها للحفاظ على السلطة في الجزائر بنشر الفوضى وتسويق قضايا جانبية لإلهاء الشعب عن ملف حقيقي سيطرة عسكر على حكم.
السؤال الذي لا زال معلقا متى يتسلم جيل الاستقلال الراية من جيل الثورة؟وهل سيواصلون هؤلاء أبطال الحرب الوهمين على الشعب حكم البلد،في تغيب لشباب ذو كفاءة العالية من التعليم والثقافة.