24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | الجزائر : الحراك يواجه “دولة الجنرالات” بعد أكثر من 58 عاما من حكم العسكر

    الجزائر : الحراك يواجه “دولة الجنرالات” بعد أكثر من 58 عاما من حكم العسكر

    هل يمكن للجزائر أن تحكم من دون عسكر؟ نعم، الانتقال الديمقراطي نحو الدولة المدنية يبدأ بإعادة التوازن داخل بنية الدولة بين القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية. بعد مرور 58 سنة من الإستقلال لازالت البلاد تراكم انتكاسات، يعاد طرح هذا السؤال من جديد.

    ما نشهده اليوم هو سيناريو جزائري أصيل ونوع من التداول العسكري على السلطة، تختلف أشكاله من حالة إلى أخرى، من دون أن تتغير ملامح الصورة نفسها التي تتكرر يعتبر أكبر نجاح حققه الحرك أنه دفع الجيش إلى الخروج إلى العلن، والإعلان عن نفسه أنه الحاكم الحقيقي في البلاد، فقائد الجيش، سعيد شينقريحة، يعتبر اليوم رجل الدولة القوي بعد وفاة قايد صالح وإقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ورموز نظامه.

    والحقيقة أن الجيش كان دائما هو من يحكم في الجزائر، ويوصف بأنه “صانع الرؤساء”، فهو من جاء ببوتفليقة من منفاه الإماراتي قبل عشرين سنة، لينصّبه حاكماً أبدياً على الجزائريين، وظل يحكم معه من خلف الستار.

    ويناور لإستمرار النظام للالتفاف على مطالب الحراك، لإعادة إنتاج حكم عسكري جديد قديم، ولو عبر صناديق اقتراع مزورة مشكوك في نزاهتها، لتظل السلطة محتكرة في يد العسكر. ولا يتحكم الجيش فقط في السلطة السياسية،وإنما يوجد على رأس إمبراطوريات اقتصادية وإعلامية ضخمة، تسيطر على الدولة، وتحتكر كل شيء داخل المجتمع وتوجهه.

    في المجمل، تبدو الصورة جد قاتمة، خصوصا عندما نجد أن ثمة من بين القوى السياسية، بل وحتى من أفراد الشعب ، من ما زال يعتقد أن الجيش يضمن الإسقرار و يمثل قوة تطور ، وهو الذي ظل يسيطر على سلطة الدولة العربية، ويخنق مجتمع منذ أكثر من نصف قرن.

    أكبر الأخطاء الشائعة في الجزائر يكمن في النظرة التي ترسخت في الخيال عن مؤسسة الجيش التي يعتبرها مؤسسة “مقدّسة”، وتعزى لها “بركات” حماية المجتمع، والحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانة الوحدة الترابية وتم إيهام الناس على أنه سليل جيش التحرير رغم أن نواته خلقت من جيش الحدود الذي تأسس بالمغرب وتونس بقيادة بومدين و سيطر على دولة بإنقلاب عسكري على الحكومة المؤقتة الشرعية .

    آن الأوان لإزالة هالة الغموض والتقديس عن مؤسسة الجيش،والتقليل من إضفاء مزيد من البعد الوطني السياسي على أدوارها والبداية من إعادة تشكيل نظرة المواطن إلى المؤسسة العسكرية،وكسر هالة “التقديس” التي تحيط نفسها بها، وذلك بفتح النقاش حول أدوارها داخل الدولة.

    ومساءلة ميزانياتها الضخمة داخل برلمان منتخب ديمقراطيا، وتسليط الضوء على صفقاتها من الأسلحة المبالغ فيها، وغير المبررة أحيانا كثيرة، بما أنها لا تستعمل في حالاتٍ كثيرة وفي حالة استعمالها، توجه ضد الجزائريين وفي حالات كثيرة،تبرم فقط من أجل شراء دعم سياسي لنظام أو فقط للزينة والتباهي أو لإرسال خطاب للشعب على قوة و تخويف وللخارج على أنه قوة كاسحة وعلى أهبة جاهزية فيما أن عملية لا تتجاوز لقطة من فيلم سينيمائي.

    يبدأ بناء الانتقال الديمقراطي الذي سيقود نحو الدولة المدنية بإعادة التوازن داخل بنية الدولة بين القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية، وإعادة الجيش إلى دوره التقليدي بالكزيرنات بدون هالة تقديس وطنية، وتحديد مجال تحرّكه القانوني خارج ثكناته في الفضاء العام، وتقنين أدواره الدستورية داخل الدولة والمجتمع.

    وقد عانت الدولة وما زالت تعاني، من حكم العسكر الذي قاد الانقلابات،وتحول، في حالات كثيرة، إلى نظام “أوليغارشي”، مَكن العصابات من اللصوص والانتهازيين ورجال الأعمال الفاسدين من التحكّم في رقاب العباد ونهب ثرواتهم وسرقة أحلامهم وإشعال توترات بالمنطقة بزرع حركات إنفصالية وزحزحة إتحاد المغاربي وإجهاض حلم شعوبه في الوحدة .


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.