24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الجزائر : قنوات المخابرات لتجميل النظام العسكري بأموال الشعب
تاريخ النشر: 2021-02-13 - ساعة النشر: 2:29
لا تكف الآلة الإعلامية الجزائرية عن الكذب والتضليل وعزف صباحًا مساءً على أنغام الجزائر الجديدة تحت إدارة آلاف الإعلاميين ممن يسبحوا أناء الليل وأطراف النهار بحمد العسكر،فضلاً عن مئات الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية التي جعلت من النظام الحالي “المنقذ” للوطن من براثن الأشرار، والخيار الوحيد أمام شعب يموت يوميًا بسبب غلاء الأسعار وتدني مستوى المعيشة وقطع مياه والكهرباء وطوابير الحليب والسميد .
وبعد ستين سنة على هذا العزف المنفرد في ظل غلق كافة المنابر التي كان من الممكن أن تؤرق نوم النظام الحالي، توقع البعض أن الشعب قد رفع الراية البيضاء مستسلمًا لجرعات غسيل المخ التي يتعرض لها كل ليلة، إلا أن الواقع كشف زيف هذه التوقعات، فلا زال هناك حراك قوي يحمل في صدره قلب، وبين ثناياه ضمير ينبض، لتسقط هذه الوجوه المزيفة الكاذبة، وتتحول من أداة النظام للسيطرة على عقول وتوجهات المواطنين إلى “كارت”محروق، وقناع مكشوف.
فيما كان من جهاز المخابرات “ديارس” تابع للعسكر إلا السيطرة على القنوات الداعمة والمؤيدة للسلطة الحاكمة وتمويلها وغلق بعض مواقع إلكترونية قليلة التي كانت تمثل توجه معارض بينما صنع من القنوات الخاصة والتي كانت تحت سلطة بوتفليقة بوقا من جديد وأكتر سؤأ لخداع الشعب مرة أخرى؟
العديد من الأسماء قُدمت للإعلام كونها المالك الحقيقي (الواجهة) لهذه القنوات، لكن الحقيقة كلهم تحت سيطرة المخابرات “ديارس” وأذرع الجديدة المستخدمة لتسويق السلطة الحالية لدى الشعب من خلال وسائل الإعلام التي يمتلكها في مقدمتها دزاير تي في و “الحياة” و”الشروق” و”نوميديا” و”بور تي في” والجزائرية التي تدار جميعها من طرف ضباط المخابرات.
العاملين في هذه في هذه قنوات يخضعون للفحص الأمني، وينفذون الإملاأت والتعليمات المقدمة وتخضع بكامل أجهزتها للرقابة المخابراتية وتقدم ما يطلب منها بصورة كاملة غير منقوصة دون الحاجة لتعليمات شبه يومية وتنفق المليارات ولا تخاطب إلا نفسها وفقط.
إعلام عسكر حربائي يتقلب حسب من يتحكم في السلطة سيكرر ما حدث مع بوتفليقة ، من حيث القفز من السفينة في أي وقت، لاسيما مع تنامي فرص عودة حراك.
كما أن جهاز المخابرات مما يتضح أن هناك قناعة لديه أن منظومة الإعلام الحالية باتت “كارتًا محروقًا” لدى الشعب، حيث فقدت مصداقيتها في التأثير على العقلية المجتمعية كما كان في السابق، لكن رغم ذلك تستطيع لعب على حس الوطني وترسيخ نظرة المؤامرة على المتلقي الجزائري عبر إعلام.
لم تعد حالة السيطرة على الإعلام الجزائري خافية على أحد، سعيا إلى إعلام الصوت الواحد، من قِبل الأجهزة الأمنية الذي آلت إليها كافة خيوط اللعبة، وملكية الغالبية العظمى من القنوات الفضائية والوكالات الإعلانية، والصحف والمواقع الإلكترونية ليعود الإعلام الجزائري إلى مكانه طبيعي زمن الحزب الواحد والعسكر .