24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
مسلسل فرنسي يفضح النظام الجزائري ويثير من جديد مجازره في العشرية السوداء
يثير مسلسل تلفزيوني من إنتاج قناة “آرتي” الفرنسية الألمانية جدلا وتفاعلا بدأ حتى قبل بثه، عندما هاجمت وكالة الأنباء الجزائرية المسلسل ونسج التلفزيون الحكومي ووسائل إعلام جزائرية أخرى على منوالها خوفا من فضحه لمجاز النظام خارجيآ.
واعتبر معلقون أن هذا التناول وكأنه قدم “إشهارا مجانيا” للمسلسل، الذي يحمل عنوان “الجزائر.. سري”، والذي كانت تروج له قناة “آرتي” على أنه “يحبس الأنفاس، وأن أحداثه تدور في كواليس عالم الذكاء والسياسة الواقعية”.
تروي حلقات المسلسل الفرنسي “المكون من أربع حلقات، قصة اختطاف تاجر أسلحة ألماني، والتحقيق الذي باشره ملحق بالسفارة الألمانية، والذي سيكتشف أن القصة أكثر تعقيدا مما تبدو، وأن الخاطفين ليسوا من جماعة إرهابية إسلاموية، إنما الأمر متعلق بصفقات فساد، وربط قيادات أمنية جزائرية، التي تظهر في المسلسل ببزات الجيش الجزائري، بذلك.
المسلسل اقتبسه السيناريست الفرنسي المولد (الجزائري الأصل) عبد الرؤوف ظافري من رواية للكاتب الألماني أوليفر بوتيني، وهو من إخراج الفرنسي فريديريك جاردان، وبمشاركة من ممثلين فرنسيين من أصول جزائرية. وفي قصته كذلك علاقة بين ضابط ألماني بقاضية تحقيق جزائرية، قدمت كقريبة لمدير المخابرات الجزائرية.
ويبدو أن هذا هو الذي دفع أساسا إلى هجوم وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية على المسلسل وقناة “آرتي” خاصة ووسائل الإعلام العمومية (التابعة للدولة) الفرنسية عامة.
وفي مقال بعنوان “استقرار الجزائر يزعج وسائل الإعلام العمومية الفرنسية”، وصفت الوكالة المسلسل بـ”العمل الخيالي” و”الحاقد” و”الرديء”. وقالت إن وسائل الإعلام الفرنسية “لا تيأس من أمانيها في رؤية الفوضى تحط من جديد على أرض الجزائر”.
واعتبرت أنه “يهدف إلى تحديث أطروحة “من يقتل من؟”، وذلك في إشارة إلى ما كان يطرح من تساؤلات في وسائل إعلام فرنسية (وحتى أخرى) خلال سنوات القتل والعنف، والمجازر الرهيبة، التي عرفتها الجزائر في تسعينات القرن الماضي، حول المسؤولية عن تلك العمليات، والذي كان وما زال يثير غضب السلطات الجزائرية، والتي كانت تعتبره اتهاما مبيتا ضد الجيش والأمن الجزائري، فيما تؤكد السلطات الجزائرية دائما أنها أعمال إرهابية تقف وراءها جماعات إرهابية إسلامية.
ومضت وكالة الأنباء الجزائرية تقول إن وسائل الإعلام الفرنسية “التي بسطت السجاد الأحمر للجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وهو الحزب المسؤول عن مقتل ما يزيد عن 200 ألف شخص، تثبت أن أطروحة “من يقتل من؟” لا تزال مستمرة بقوة في وسائل إعلام الخدمة العمومية الفرنسية”.
وذهبت الوكالة للقول إنه “ينبغي على وصاية هذه المؤسسات الإعلامية التي ترحب بحركة رشاد الإرهابية، وريثة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن تستخلص العبر من فشل “الربيع العربي” الذي تحول بالفعل إلى فوضى وإبادة جماعية في سوريا وليبيا”.
ودعت وسائل الإعلام الفرنسية لـ”نبذ تلك الفكرة المتداولة لسنوات عدة والتي مفادها أن رشاد وسلفها الجبهة الإسلامية للإنقاذ هما حركات ثورية، وهي نظرية أخرى تمت تغذيتها بشكل واسع في هذا الإنتاج لوسيلة إعلام عمومية فرنسية”.
كما اتهمت تلك الوسائل بمحاولة توفير الظروف للفوضى في الجزائر “وهي فوضى لا يريد الجزائريون عيشها مجددا”.
واللافت أن المسلسل تم تصويره في المغرب، مما أعطى بعدا آخر للجدل. وفي المقابل قال كاتب السيناريو ظافري إن مخرج الفيلم الفرنسي جاردان حاول مرارا الحصول على تأشيرة للجزائر وترخيص لتصوير المسلسل في الجزائر، لكن تم رفض ذلك.