24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
المغرب يجند كل مصالحه ويجري أكبر عملية في تاريخه لإجلاء طلابه وينقل مركز اشتغال سفارته من كييف إلى لفيف
يجري المغرب أكبر عملية في تاريخه لإجلاء طلابه من دولة أجنبية، حيث تسارع السفارات المغربية والمصالح القنصلية بأوكرانيا والدول المجاورة، الزمن من أجل تأمين عبور الطلاب المغاربة إلى خارج أوكرانيا عبر المنافذ الحدودية المتاحة، ومن تم إعادتهم جوا إلى المغرب عبر رحلات خاصة للخطوط الملكية المغربية.
ويعتبر الطلاب المغاربة من أكبر الجنسيات العربية والأجنبية في أوكرانيا، حيث يقدر عددهم بحسب المعطيات الرسمية المغربية، بـ8233 طالبا مغربيا يدرسون بأوكرانيا، وهو الرقم الذي يجعل المغاربة يحتلون المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على البلاد للدراسة بعد الهنود. وفي هذا الصدد، قرر المغرب تقريب سفارته في أوكرانيا من المناطق الحدودية البرية في غرب أوكرانيا، حيث تم نقل مركز اشتغال سفارة الرباط بالعاصمة كييف إلى مدينة لفيف غرب البلاد، بالقرب من المعابر الحدودية البرية لتسهيل مرور الطلاب المغاربة إلى الدول المجاورة، وهي رومانيا وبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا.
وقالت وزارة الخارجية المغربية، إنها عبأت أعضاء السفارة المغربية بكييف لنقلهم إلى مدينة لفيف “Lڢيڢ”، من أجل تقديم المساعدة للمواطنين المغاربة المتواجدين فوق الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أنه يمكن التواصل مع السفارة على الرقمين 0800502683 (من أوكرانيا) و0537663300 (من المغرب).
كما أفاد مصدر بوزارة الخارجية المغربية، أن عددا من الدبلوماسيين المغاربة من سفارات وقنصليات مختلفة بأوروبا، التحقوا بالممرات الحدودية لتسهيل عبور المغاربة المتواجدين بأوكرانيا، فيما سيلتحق آخرون في غضون الساعات المقبلة لضمان خروج آمن لمغاربة أوكرانيا. وبحسب المصدر بوزارة الشؤون الخارجية المغربية، فإن هؤلاء الدبلوماسيين الإضافيين سيلتحقون بالبوابات الحدودية لأوكرانيا، مع بولونيا، وسلوفاكيا، وهنغاريا، ورومانيا، حيث تعرف هذه المنافذ توافد المئات من المغاربة الهاربين من الحرب.
كما حل سفير المغرب ببولندا بالحدود لمواكبة عملية إجلاء الطلبة المغاربة. وأفاد مجموعة من الطلبة المغاربة بأوكرانيا، بأنهم يعيشون معاناة كبيرة من أجل ضمان الوصول إلى الحدود الغربية لأوكرانيا، في ظل الاكتظاظ الكبير على محطات القطارات بمختلف المدن، فيما أوضح آخرون أنهم ظلوا عالقين لأيام في المعابر الحدودية الغربية لأوكرانيا بدون أي مأوى، مناشدين السلطات المغربية التدخل.
وكان مصدر دبلوماسي رفيع المستوى قد كشف لجريدة “العمق”، أن عدد الطلبة المغاربة الذين غادروا أوكرانيا إلى حدود اليوم الاثنين، عبر المنافذ الحدودية في اتجاه رومانيا وبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا، قد ارتفع إلى 1534 طالبا.
وأوضح المصدر ذاته، أن 720 طالبا مغربيا قد دخلوا إلى بولندا، و384 وصلوا إلى رومانيا، فيما غادر أوكرانيا باتجاه هنغاريا 130 طالبا، منذ بداية الغزو الروسي على الأراضي الأوكرانية. بينما عاد في وقت سابق إلى المغرب زهاء 3 آلاف طالب مغربي بأوكرانيا، ضمنهم 849 طالبا عبر 5 رحلات مباشرة لشركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران، وذلك قبل أيام قليلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأمس الأحد، أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية، أنها خصصت، بالتشاور مع السلطات المغربية، رحلات جوية خاصة لصالح الجالية المغربية المقيمة في أوكرانيا، والتي تتألف بشكل أساسي من الطلاب، وذلك بالنظر إلى إغلاق المجال الجوي الأوكراني.
وأضاف بلاغ “لارام”، أن الشركة ستبرمج رحلات جوية بأسعار استثنائية من البلدان المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، مضيفة أنه سيتم تشغيل 3 رحلات ابتداء من يوم الأربعاء 2 مارس، انطلاقا من بوخارست (رومانيا)، بودابست (المجر) وارسو (بولندا) في اتجاه مطار الدار البيضاء.
وبحسب البلاغ ذاته، فقد تم تحديد سعر ثابت استثنائي لهذه الرحلات في 750 درهم شامل لجميع الرسوم، مؤكدا أن هذه الرحلات محجوزة حصريا لفائدة المغاربة المستقرون في أوكرانيا وأفراد أسرهم.
ودعت شركة الخطوط الملكية المغربية الراغبين في الاستفادة من هاته الرحلات إلى حجز التذاكر عبر الموقع الالكتروني للشركة، وعبر مراكز الاتصال والوكالات التجارية التابعة لها في المغرب والخارج. وفي سياق متصل، كشفت وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية، أن المغرب وافق على طلبها، بتنسيق مع وزارة الخارجية المغربية، لإجلاء الطلاب الموريتانيين العالقين في أوكرانيا مع رعايا المغرب عبر الخطوط الملكية المغربية، وذلك بعد اتصال بين وزيري خارجية البلدين.