24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
زيارة متوقعة للملك محمد السادس إلى الصحراء لإلقاء خطاب المسيرة
يستعد القصر الملكي لإعلان خطوة جديدة في اتجاه تأكيد سيادة المغرب على الصحراء في ظل التراكمات الإيجابية التي حققتها الرباط خلال السنوات الماضية، حيث يُنتظر أن يزور الملك محمد السادس هذه المنطقة للمرة الأولى منذ 2015 ليلقي من هناك خطاب المسيرة الخضراء، وهي أول زيارة بعد الاعتراف الأمريكي بتبعية الصحراء لأراضي المملكة وإعلان العديد من دول الاتحاد الأوروبي، مثل إسبانيا وفرنسا، دعم مقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع.
وذكر موقع “مغرب إنتلجنس” أنه من المنتظر أن يتوجه الملك محمد السادس إلى الأقاليم الصحراوية مطلع نونبر المقبل، حيث سيزور عدة مدن كما يُنتظر أن يُلقي خطاب المسيرة الخضراء من هناك يوم 6 نونبر، وهي الخطوة التي ستتلو صدور قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص الصحراء نهاية شهر أكتوبر الجاري، والذي يُتوقع أن يُمدد مهمة “المينورسو” لعام جديد بالإضافة إلى تسليط الضوء على مقترح الحكم الذاتي المغربي في ظل الدعم الدولي المتزايد له.
وكان العاهل المغربي قد زار الصحراء في نونبر من سنة 2015 حيث استُقبل بترحيب شعبي كبير، وألقى من هناك خطاب المسيرة الخضراء في ذكراها الأربعين، والذي قال فيه إن تخليد هذه الذكرى “ليس حدثا عاديا أو احتفالا عابرا، بل نريده مرحلة فاصلة في تاريخ استكمال الوحدة الترابية للمملكة، فبعد ملحمة تحرير الأرض، وتوطيد الأمن والاستقرار، عملت بلادنا على تمكين أبناء الصحراء من مقومات المواطنة الكاملة، وظروف العيش الحر الكريم”.
وخلال الخطاب ذاته قال الملك “إننا نحرص على تمكين أبناء أقاليمنا الجنوبية من الوسائل اللازمة لتدبير شؤونهم، وإبراز قدراتهم في النهوض بتنمية المنطقة، فالصحراويون معروفون منذ القدم بأنهم كانوا، دوما، رجال تجارة وعلم، يعيشون من جهدهم بكرامة وعزة نفس ولا ينتظرون المساعدة من أحد، رغم قساوة الظروف، وأضاف بلهجة تحذيرية “إننا نتكلم عن أبناء الصحراء الحقيقيين، الوطنيين الصادقين، الذين ظلوا أوفياء لروابط البيعة التي تجمعهم وأجدادهم عبر التاريخ بملوك المغرب، أما الذين ينساقون وراء أطروحات الأعداء ويروجون لها، رغم قلتهم، فليس لهم مكان بيننا، ومن تاب ورجع إلى الصواب فإن الوطن غفور رحيم”.
وستأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من التطورات التي شهدتها المنطقة، على غرار إنهاء وجود عناصر جبهة “البوليساريو” في الكركارات سنة 2020، ثم الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وإعلان العديد من دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا، دعم مقترح الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية، إلى جانب قيام العشرات من دول العالم بافتتاح قنصليات لها بمدينتي العيون والداخلة، بما في ذلك دول إفريقية وعربية.