وقال ماري هيدت، في لقاء نظمته جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء حول كتابه الجديد الموسوم بـ”محمد السادس رؤية ملك.. أفعال وطموحات”، إن “الارتباط وثيق بين العرش والشعب حسب الزيارات التي قادتني إلى المغرب، حيث توجد ثقة جماهيرية مطلقة في إصلاحات ملك البلاد”.
وأضاف الكاتب الأوروبي، الذي رصد ملامح التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب على مر العقود الأخيرة في مؤلفه الجديد، أن “محمدا السادس يلقب بملك الفقراء بسبب الإجراءات الاجتماعية المهمة التي أعلن عنها في عدد من المناسبات منذ توليه العرش”.
وأردف المتحدث أن “الإصلاح السياسي شمل عدة قضايا وملفات كبرى؛ بينها مدونة الأسرة التي دفعت بالمشاركة السياسية للنساء في المشهد المغربي، لكنها تحتاج إلى تعديلات استراتيجية، وهو ما تفاعل معه عاهل البلاد في الخطاب الملكي الأخير”.
وواصل شارحا: “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شكلت قفزة نوعية في مسار الإصلاح الاجتماعي بالمغرب، ليتم تحقيق نقلة أخرى من خلال إقرار السجل الوطني الموحد وتعميم التغطية الصحية على المواطنين”، مبرزا أن “الإصلاح الاقتصادي تمثل في تشييد بنيات تحتية عصرية وجلب الاستثمارات وبناء المصانع”.
وفي هذا الإطار، ذكر ماري هيدت بأن “تلك الأوراش الكبرى وضعت المغرب في قلب العالم؛ لأنها واكبت كل متغيرات المنظومة الدولية، لا سيما ما يرتبط بنقاش الطاقة الخضراء”، مردفا بأن “الجهوية المتقدمة أسهمت في تعزيز الأوراش السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر جهات المملكة”.
وفي جوابه عن سؤال بخصوص أفق العلاقات المغربية-الأوروبية، أفاد الخبير الفرنسي-السويسري بأن “المغرب وضع خطوطا حمراء في تعامله مع الاتحاد الأوروبي؛ وهو ما تفهمته بعض دول التكتل”، ضاربا المثال بـ”تغير الموقف الإسباني والألماني من قضية الصحراء المغربية”.
ومن هذا المنطلق، اعتبر الكاتب بأن “المغرب لا يتفاوض في هذه القضايا الحساسة بالنسبة إليه؛ مما دفع أغلب الدول الأوروبية إلى تفهم موقفه”، مشيرا إلى “العلاقات القوية التي أصبحت تربط المغرب بعمقه الإفريقي في السنوات الأخيرة إيمانا منه بأهمية الشراكة جنوب-جنوب”.
وفي حديثه عن السياسة الخارجية، رأى جون ماري هيدت أن “الدبلوماسية المغربية حكيمة في الملفات الإقليمية والدولية، سواء تعلق الأمر بجائحة كورونا أو أزمة أوكرانيا أو العلاقة مع روسيا والصين وأمريكا”، خاتما بأن “العالم يدرك هذه الحقائق جيدا بكل موضوعية”.