وشرع المنتدى في نشر سلسلة بأسماء الصحراويين الذين راحوا ضحايا جرائم القتل التي ينفذها زعماء “البوليساريو”، منذ نشأة الجبهة، ومنهم الصحراوي حمدي أعلي سالم محمد يحظيه بوصولة، الملقب بـ”الصيهب”، الذي حارب ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء، وتعرض للاعتقال منذ سنة 1975، وأُودع السجن حيث توفي سنة 1988.
ويوضح “فورستاين” أن حمدي أعلي سالم محمد يحظيه بوصولة كان من معارضي تأطير جبهة البوليساريو للصحراويين، بإيعاز من النظام الجزائري، على مواجهة المغرب، وإعلان الحرب عليه، وهو ما استغلته عناصر من الجبهة لتصفية حساباتها معه، على غرار عدد كبير من أبناء الصحراء.
وبحسب المعطيات التي تضمنتها الورقة التي قدمها منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في الصحراء فإن الصحراويين الذين راحوا ضحايا انتهاكات جبهة “البوليساريو” كان يتم رميهم في الخلاء، وسجنهم في حُفر ومغارات بدون تهم محددة، وتعريضهم لشتى أنواع التعذيب والتعنيف غير المبرر.
وزُجّ بحمدي أعلي سالم محمد يحظيه بوصولة، خلال المرحلة الأولى من اعتقاله، في جحر أرضي مكث فيه مدة عشر سنوات، تعرض خلالها لتنكيل وتعذيب شديد، بسبب مقاومته ورفضه الرضوخ، ما عرّضه لتعذيب مضاعف من أجل كسر قوته، حتى لا يقتدي به باقي المسجونين معه، بحسب المعطيات التي قدمها “فورستاين”.
ويضيف المصدر نفسه أن المناضل الصحراوي نُقل، بعد أن فشل جلادو البوليساريو في تركيعه، إلى سجن انفرادي، حيث تعرض لشتى صنوف التعذيب، وقضى فيه سنوات مقيّد اليدين والرجلين معصوب العينين، إلى أن توفي سنة 1988.
وأفاد مصدر من منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بأن الحملة التي يقودها تتم بتنسيق مع أهالي الضحايا، إذ ستتم مراسلة الهيئات الدولية المعنية، ورفع دعاوى قضائية ضد مسؤولي “البوليساريو”، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من الحملة هو الضغط من أجل إيفاد الجهات الدولية المعنية لجنة تقصي الحقائق لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف.
وبخصوص عدد ضحايا الانتهاكات في المخيمات، قال المصدر ذاته إنه لا توجد أرقام دقيقة، لكنّ جبهة “البوليساريو” تورطت في اعتقال 75 شخصا على الأقل من أتباعها في بدايات تأسيسها، منهم من توفي في السجن، وضمنهم مواطنون موريتانيون، ومنهم مَن خرج منها باضطرابات عقلية، وآخرون مازالت أجسادهم تحمل آثار التعذيب، من حرق وجلْد.
واعتبر منتدى دعم الحكم الذاتي في الصحراء أن التحرير المزعوم الذي غررت به “البوليساريو” بالصحراويين لم يكن سوى “ثورة خداعة أكلت أبناء الصحراء تباعا، ويتّمت ونكلت بأبرياء ضحوا بأرواحهم خدمة لزبانية انقلبت عليهم، وتسيّدت واستأسدت وقلت وعذبت واغتصبت، ولم يسلم منها الكبير والصغير”.
وأشارت الهيئة الحقوقية ذاتها إلى أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري أكدها تقرير صادر عن مكتب الديمقراطية لحقوق الإنسان والعمل، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، كشف حجم التجاوزات التي تقع بالمخيمات، والتضييق الممارس ضد حرية التعبير، والقيود المبالغ فيها في مختلف مناحي الحياة، بما فيها التضييق على النشطاء والمعارضين لقيادة “البوليساريو”.
وأشار “فورستاين” إلى أن حالة حمدي أعلي سالم “لم تكن سوى نموذج قاس من نماذج التوثيق لمسيرة دموية أتت على الأخضر واليابس”، و”شاهدا صارخا على عدوانية منظمةٍ رفعت شعرات مزيفة ونادت علنا بمبادئ مغشوشة خدّرت عقول الشباب، فيما تفننت خلف الستار في استئصال كل القيم العريقة وشيَم التآخي والتراحم التي طبعت المجتمع الصحراوي”.