“نظامنا لا يعترف بالمفكرين”.. جزائريون يتحسرون بعد حصول المغرب على مكتبة أركون

عبر عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الجزائريين عن غضبهم واستيائهم، من حصول المكتبة الوطنية للملكة المغربية على مكتبة المفكر الجزائري الراحل محمد أركون كهبة من مؤسسة الراحل، محملين بذلك النظام الجزائري مسؤولية الحادثة، وتهميش الفكر والمفكرين.

الناشط هشام عبدو نشر على قناته بموقع يوتيوب مقطع فيديو عنونه بـ‘‘إرث المفكر الجزائري محمد اركون الذي هبة للمملكة المغربية وعصابة لعرايا تلهث وراء جماجم صعاليك‘‘.

واستغرب الناشط كيف أن محمد أركون الجزائري وأحد أكبر مفكري العالم يتم تجاهله من قبل النظام الحاكم، وهو الذي لم يحمل أي جنسية غير الجنسية الجزائرية حسب قول المتحدث رغم إقامته الطويلة بفرنسا.

وقال الناشط أن ‘‘النظام الجزائري لا يعترف بالفكر ولا بالمفكرين بل يتعامل فقط مع الجهلاء ‘‘وأضاف ‘‘نسجل اليوم أن مكتبة الراحل انتقلت من فرنسا لتذهب هبة للملكة المغربية وسط صمت النظام الجزائري القائم وعجزه عن القيام باي بادرة لاسترجاعها، في الوقت الذي يعمل فيه على جلب عدد من الجماجم مجهولة الأصل والترويج على كونها باقي للمقاومين‘‘.

الناشط أنور مالك نشر على ذات الموقع مقطع فيديو: قال فيه: ‘‘ممل لاشك فيه أن النخب لم تعد تهتم بالجزائر وذلك لان الجزائر لم تعد كما كانت بل انغلقت على نفسها حتى أضحت سجنا كبيرا داخله ثكنات عسكرية، في الوقت الذي نرى فيه النخب المثقفة وأهل المال والأعمال والمستثمرين الأجانب ونجوم كرة القدم يفضلون المغرب‘‘.

من جانبه قام وليد كبير ببث مقطع مصور عنونه بـ‘‘ذكرى إستشهاد البطل العربي بن مهيدي..لقد خانوا رسالتك يا شهيد الوطن…خزانة أركون هبة مهداة للمغرب‘‘، انتقد من خلاله النظام الجزائري وسياسته الممنهجة للتعتيم على المفكرين وعدم احترام رجال الثورة.

وقال وليد في ترجمته لمقطع فيديو يعود للراحل محمد أركون، إن ‘‘ المغرب عرف استمرارية للدولة منذ القرن الثامن ميلادي، وأن الامر مخالف في الجزائر التي عرفت وجود دول عابرة فقط دون وجود للدولة‘‘.

جمال الصغير هو الآخر وفي مقطع عنونه بـ‘‘إرث محمد أركون ذهب لغيرنا؟ هل تتحمل وزارة الثقافة المسؤولية الكاملة؟‘‘ قال: ‘‘ما قدمه محمد أركون في علمه تحتاجه الجزائر لا أدري كيف أننا اضعنا مكتبة من 5000 ألف كتاب تحولت إلى متحف حقيقي بالمكتبة الوطنية للملكة المغربية‘‘. مضيفا ‘‘أين كنا نحن وأين كانت وزارة الثقافة وأين كانت الدولة الجزائرية بخصوص هذا الموضوع‘‘.

وكانت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، قد استقبلت، خلال بداية مارس الجاري، هبة عبارة عن خزانة للمفكر الجزائري الراحل محمد أركون، في حفل حضره، وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، إلى جانب شخصيات سياسية وأدبية وعلمية.

وحصلت المكتبة، ضمن اتفاقية وقعتها أرملة الراحل، المغربية ثريا اليعقوبي أركون، ومدير المكتبة الوطنية المغربية، محمد الفران، على أكثر من 5000 مؤلف، و7000 مجلة في مختلف الحقول الأدبية والعلمية.

وعبَر المهدي بنسعيد، في تدوينة عبر “فيسبوك”، عن تقديره الكبير للراحل أركون قائلا إنه “كان محط تكريم خاص من لدن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ليس فقط لقيمته الفكرية .والأدبية، بل حتى لتطلعاته التي ما فتئ يعبر عنها حول أهمية توحيد المغرب الكبير، فالمرحوم لم يكن فقط مواطنا جزائريا أو مغربيا، بل مغاربيا”.

أترك تعليق