24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
بَعد موريتانيا.. ليبيا تُؤكد تشبثها بالاتحاد المغاربي وتُرسل إشارة للجزائر تُفيد بنأيها عن مبادرتها التي تستثني المغرب
أبانت ليبيا عن تحفظها بخصوص محاولات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بناء اتحاد مغاربي “بديل” يستثني المغرب، من خلال بيان لمجلس الرئاسة الليبي، الذي يوجد على رأسه محمد المنفي، أحال على ضرورة “تفعيل دور اتحاد المغرب العربي”.
ووفق البيان الذي نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، ووكالة الأنباء الليبية الرسمية، فقد اجتمع المنفي، أول أمس الأربعاء، بمقر المجلس، مع المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الطاهر الباعور، وكان ملف الاتحاد المغاربي من بين الأمور التي جرت مناقشتها.
وأورد البيان أن الباعور قدم إحاطةً كاملةً للمنفي عن آخر المستجدات السياسية، كما أطلعه على نتائج عمل زيارته لعدد من الدول وحضوره لبعض اللقاءات الدولية، بالإضافة لتطورات الأوضاع السياسية، ودور الاتحاد الإفريقي، والعمل على تفعيل دور اتحاد المغرب العربي.
ولم يأتِ الطرفان على ذكر أي إطار بديل عن الاتحاد المغاربي، بما في ذلك مبادرة تبون التي يرغب في عقد اجتماع بخصوصها على مستوى القادة، بعد شهر رمضان في تونس، مع نظيره التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
ولا يبدو حديث البيان عن “تفعيل دول اتحاد المغرب العربي” عرضيا أو شكليا، ذلك أنه يأتي بعد الجدل الذي أثارته مبادرة تبون التي أعلن عنها في 3 مارس الماضي، حين التقى سعيد والمنفي على هامش القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى البلدان المصدرة للغاز، التي عُقدت في الجزائر.
ويمثل الموقف الليبي غشارة جديدة على أن مبادرة تبون “وُلدت ميتة”، فقبله بأيام أكدت تقارير إعلامية أن موريتانيا أخبرت الجزائر برفضها أن تكون طرفا في هذه الخطوة، وأوضحت لها أنها لا ترغب في توضع في موضع تفضيل بين جاريها المغرب والجزائر، وستظل على موقف الحياد.
وكان تبون قد حاول استمالة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي غاب عن اجتماع الجزائر رغم حضوره قمة الدول المصدرة للغاز، وقال بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية إن تبون اتصل به قصد “إطلاعه على اللقاء المغاربي الثلاثي”، الذي جمعه بسعيد والمنفي.
وقبل أيام اتخذت ليبيا خطوة أخرى باتجاه المغرب، حين استقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي عبد الهادي الحويج، القنصل العام للمملكة سعيد بن كيران، بحضور مدير إدارة المراسم العامة ومدير إدارة الشؤون القنصلية ومدير مكتب الوزير بمقر الوزارة بمدينة بنغازي، وناقش معه مسألة التعاون بين البلدين.
وأورد المكتب الإعلامي للخارجية الليبية، أن الوزير جدد الترحيب بالقنصلية المغربية في بنغازي وأشاد بالعلاقات التاريخية بين البلدين واثنى على اهتمام المغرب بالقضية الليبية وجهود المملكة الدائم لإيجاد حل يصنعه الليبيون.
وأكد الوزير على أهمية التسريع بفتح خط جوي وبحري بين البلدين، “لما لهذا الأمر من أهمية خصوصًا فيما تشهده بلادنا من نهضة عمرانية”، وفق الخارجية الليبية، مبديا أيضا اهتمام بلاده بالاستفادة من الخبرات المغربية في مجالات العمالة والتدريب، داعيا إلى عودة الشركات المغربية للعمل في ليبيا خاصة في مجالات الإعمار المختلفة.
وشدد وزير الخارجية الليبي على “أهمية البدء بمنح التأشيرات لليبيين سواء للدراسة أو الأعمال وغيره”، في حين أكد كد القنصل المغربي بأنه “سيبذل قصارى جهده لتوطيد هذه العلاقات للتأكيد على ما جاء في هذا اللقاء”، وفق ما المكتب الإعلامي على لسانه.