24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
طالبوا تونس بالنأي بنفسها.. سياسيون تونسيون يرفضون رغبة الجزائر في “وأد” اتحاد المغرب العربي عبر تكتل ثلاثي
في الوقت الذي تأكد فيه رفض موريتانيا المشاركة في الاجتماع التشاوري الأول الذي دعت إليه الجزائر لإنشاء تكتل مغاربي ثلاثي يكون بديلا لاتحاد المغرب والعربي، وهو الاجتماع الذي سينعقد في تونس العاصمة اليوم الاثنين، فإن هذه المبادرة لازالت لم تلق الترحيب التام حتى في الدول المشاركة، وبالأخص تونس وليبيا.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” في تقرير صادر في عددها لهذا اليوم، وجود حالة جدل سياسي في تونس حول هذه المبادرة الجزائرية التي تشارك فيها تونس وتحتضنها اليوم، خاصة بعد ظهور العديد من الأصوات السياسية التي تُحذر من “وأد” اتحاد المغرب العربي الكبير عبر هذا التكتل.
وقال المصدر ذاته في هذا السياق، إن رئيس حزب المجد التونسي، عبد الوهاب هاني، أعرب عن رفضه لهذه المبادرة الجزائرية، لكونها تأتي “بعد أن قررت الجزائر سحب موظفيها ومساهماتها المالية من اتحاد المغرب العربي على خلفية تصريحات وتعيينات الأمين العام التونسي الطيب البكوش”.
وتحدث هاني، حسب “القدس العربي”، عما وصفه بـ”الرغبة المفهومة للجزائر” لقبر تجربة اتحاد المغرب العربي، داعيا تونس إلى عدم مجاراة الجزائر في ذلك، على اعتبار -وفق قوله – أن تونس من أكبر الرابحين من الاتحاد الخماسي، ولا سيما أن منصب الآمانة العامة من نصيب تونس.
وحذّر رئيس حزب المجد، من تداعيات الجيوستراتيجية على تونس نتيجة لأي تجربة أو “خطوة غير مدروسة وخاضعة لدواع سياسية بحتة”، في إشارة إلى أن المبادرة التي أطلقتها الجزائر لإنشاء هذا التكتل الثلاثي، ذات أهداف سياسية فقط، وبالأخص محاولة إقصاء المغرب من هذا التكتل.
ومن جانبها، حسب “القدس العربي”، قالت الباحثة والناشطة السياسية التونسية، رجاء بن سلامة إن”المغرب الكبير هو المغرب الكبير، وعلينا أن نكون أوفياء لمشروعه وحلمه الباقي في وجداننا وذاكرتنا. المغرب الأقصى جزء لن يتجزأ منه”.
ومثلما هو حال الجدل في تونس بشأن هذه المبادرة الجزائرية، فإن ليبيا بدورها تعيش على وقع تضارب الآراء بشأن هذه الخطوة، حول من يرفض مشاركة طرابلس في إنشاء تكتل ثلاثي بديل لاتحاد المغرب العربي، وبين من يرى ضرورة إنشاء هذا التكل في ظل “جمود” أنشطة الاتحاد الخماسي.
هذا وبالرغم من أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، صرح في لقاء إعلامي خلال رمضان الماضي، أن الباب مفتوح للبلدان الأخرى للانضمام، في إشارة إلى المغرب وموريتانيا، إلا أن تقارير عديدة أشارت إلى أن الجزائر التي تُعتبر هي صاحبة هذه المبادرة، كان دافعها الأساسي لاطلاقها هو الخلاف والعداء القائم مع المملكة المغربية.
وأضافت نفس التقارير، أن الجزائر تنظر بعين التوجس للتحركات المغربية الإقليمية والمبادرات التي يقوم بها، مثل انضمامه إلى منظمة التكتل الاقتصادي في غرب إفريقيا “إيكواس”، والمبادرة الأطلسية التي تقدمها الرباط لدول الساحل، وسابقا انضمامه إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي ترغب في انشاء تكتل ينافس “التكتلات” المغربية، خاصة أن الرئيس الجزائري لم يخف هذا الأمر، وصرح بأن المغرب لم يستشر أحدا في قيامه بتلك المبادرات.