24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
صحيفة فرنسية: المغرب لاعب جيوسياسي كبير وعلى باريس أن تفعل المزيد لاستعادة الثقة مع الرباط
شرعت فرنسا منذ بداية العام الجاري في اتخاذ مجموعة من الخطوات لإصلاح العلاقات مع المملكة المغربية، بعد أزمات دبلوماسية في السنوات الماضية، غير أن هذه الخطوات لازالت تحتاج إلى المزيد لاستعادة باريس للثقة الكاملة من الرباط، وفق ما قالته صحيفة “Le Journal duDimanche” الفرنسية في تقرير نشرته أمس الأربعاء.
وحسب المصدر المذكور، فإنه من الضروري على باريس أن تعيد روابطها واتصالاتها الكاملة مع المغرب، بالنظر إلى الدور المؤثر والهام الذي أصبحت تشغله المملكة المغربية في المنطقة، مشيرا إلى أن المغرب اليوم “لاعب جيوسياس كبير”.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي أعده أستاذ العلوم السياسية الفرنسي، كريتوف بوتين، أن الملك محمد السادس، جعل من المغرب خلال ربع قرن من حكمه، فاعلا جيوسيا من حجم كبير، بالتركيز على العديد من الأصعدة، أولها تثبيت الاستقرار على المستوى الداخلي.
وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية في هذا السياق إلى أن المغرب في عهد الملك محمد السادس ركز على إنهاء القطيعة مع عنف الماضي، وتجاوز التحديات باللعب على وتر الاستقرار، مثلما حدث في فترة الربيع العربي، حيث لم يسقط المغرب في الخراب الذي عانت منه دول عربية أخرى، بتوجهه إلى الاعتماد على دستور منفتح، والسماح للإسلاميين بتولي السلطة.
وعلى صعيد آخر، تحدث التقرير عن السياسات الخارجية التي انتهجها المغرب في عهد الملك محمد السادس، حيث اعتمد صيغة التعاون مع الجنوب، حيث وجهت الرباط أنظارها نحو إفريقيا، وهو ما جعلها تحقق العديد من المكاسب، وقد زادت بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في خطوة تُحسب للعاهل المغربي، الملك محمد السادس.
وأشار التقرير إلى أن المغرب يُعتبر عامل استقرار على الواجهة الأطلسية لإفريقيا، مضيفة بأن الاستقرار هو أحد نقاط قوة المغرب التي يقدمها لشركائه، بالنظر إلى تاريخ البلد العريق والممتد عبر عدة قرون، بخلاف بعض الدول في المنطقة، مشيرا إلى الجزائر.
وفي هذا السياق، أشار تقرير الصحيفة الفرنسية، بأن الجزائر كانت أحد أسباب الأزمة بين المغرب وفرنسا، موجهة انتقادها إلى إيمانويل ماكرون الذي خالف في سياسته الخارجية مع الرباط ما فعله كل من جاك شيراك وساركوزي اللذان كانا يُركزان أكثر على إبقاء العلاقات مستقرة مع المغرب، باعتبار أن الأخير أكثر استقرارا من الجزائر.
وبناء على العديد من المعطيات التي تشير إلى أن المغرب يرتبط بفرنسا بالعديد من الروابط التاريخية، التي تعود إلى قرون طويلة، فإن باريس، حسب “لوجورنال دو ديمونش”، يجدر بها أن تعمل على إعادة الثقة مع المغرب اليوم أكثر من أي وقت مضى.