صحيفة فرنسية: دعم ماكرون لسيادة المغرب على الصحراء هو تصحيح لسياسته الخارجية “الفاشلة” منذ 2017
يُشكل الموقف الفرنسي الجديد في قضية الصحراء المغربية، منعطفا حاسما في ترميم العلاقات بين باريس والرباط، حسب صحيفة “Le Journal du Dimanche” الفرنسية، التي اعتبرت أن ماكرون صحح بهذا الموقف أخطاء سياسته الخارجية “الفاشلة” منذ 207.
ووفق تقرير لذات الصحيفة، نشرته أول أمس، تفاعلا مع تطورات العلاقات المغربية الفرنسية عقب إعلان ماكرون عن دعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لحل نزاع الصحراء، فإن الرئيس الفرنسي كان قد راهن على “المصالحة التاريخية” مع الجزائر منذ 2017، لكنه فشل في تحقيق أي نتائج، ولم يتلق من الجزائر سوى الكثير من المطالب والشروط.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في هذا السياق، بأن الرهان الذي وضعه ماكرون على الجزائر بشكل “أعمى”، تسبب في أضرار عميقة في العلاقات الفرنسية المغربية،، لكن “يبدو أنه انتهى أخيرًا”، مشيرة إلى أن ماكرون يبدو أنه أدرك بأن بإمكانه جني الكثير من العلاقات مع المغرب بدل انتظار “الأوهام من الجزائر”.
وأشارت “لو جورنال دو ديمونش” إلى الأهمية التي يحظى بها المغرب، والتي تفرض على فرنسا إنشاء علاقات قوية معه، ويتعلق الأمر بالاستقرار السياسي، حيث اعتبرته البلد الوحيد المستقر في المغرب العربي، وفي منطقة الساحل التي تغلي بالكثير من المتغيرات والتهديدات.
وأضافت الصحيفة الفرنسة في هذا السياق، بأن باريس تحتاج إلى حلفاء في المنطقة من مثيل المغرب، ولاسيما في ظل تزايد العداء تُجاه فرنسا في المنطقة، وظهور دول منافسة، على رأسها روسيا وإيران، التي تمتلك علاقات جيدة مع الجزائر.
وفي ظل هذا المناخ السياسي، قالت الصحيفة الفرنسية، إن التقارب الفرنسي مع المغرب ضروريًا، مشيرة إلى أن “اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء ، بعد إسبانيا وألمانيا، كان منتظرًا من قبل الرباط، ويبقى الآن على البلدين أن يمنحا المضمون والديمومة للتحالف المستعاد”.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعث برسالة إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه عرش المملكة المغربية، أكد له فيها على دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء، “حاضرا ومستقبلا”، وأن بلاده ستتحرك “في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
كما شدد ماكرون على أنه تحقيقا لهذه الغاية فإنه “بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت”، مضيفا أن هذا المخطط “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “.
ويرى مراقبون أن انضمام فرنسا إلى صف الدول الداعمة لمغربية الصحراء، سيُعطي دفعة قوية لحل هذا النزاع الذي عمر لفترة طويلة، ولا سيما أن عدد الدول التي تدعم مقترح الحكم الذاتي في تزايد، ولم يعد الأمر منحصرا على الدول الإفريقية والعربية، إذ انضافت دولا مثل ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة، وعدد من دول أوروبا الشرقية.