24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
النظام الجزائري يحول صحراءه إلى مقبرة للمهاجرين السريين الأفارقة وسط تنديد دولي
تتزايد الانتقادات الدولية ضد سياسات الجزائر في تدبير ملف الهجرة، حيث يتم ترحيل الآلاف من مهاجري جنوب الصحراء الكبرى في ظروف قاسية وغير إنسانية، تشمل أطفالا ونساء وطالبي لجوء.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن هؤلاء المهاجرين يُرحلون قسرا عبر الصحراء دون إجراءات قانونية، ويُتركون لمواجهة الموت عطشا وجوعا في درجات حرارة قاتلة أو برد صحراء قارس.
وبحسب تقرير نشره موقع Global Voices، فقد قامت الجزائر منذ يناير 2024 بطرد حوالي 20 ألف مهاجر أفريقي إلى النيجر، بينهم أطفال ونساء، وفق ما ذكرته منظمة Alarme Phone Sahara، التي توثق هذه الانتهاكات في الميدان.
المنظمة أوضحت أن المهاجرين يتم اعتقالهم في مداهمات عشوائية داخل المدن أو عند الحدود التونسية، ويتم نقلهم إلى تمنراست قبل ترحيلهم نحو مناطق نائية في النيجر، حيث يتم تركهم أحيانًا تحت تهديد السلاح.
وقد شهدت الصحراء الجزائرية حوادث مأساوية، أكدت تحولها إلى “مقبرة للمهاجرين”. ففي يوليوز 2024، عثرت جمعية “غوث للبحث والإنقاذ” الجزائرية على جثث 12 مهاجرا سوريا وجزائريين اثنين في سيارة بالصحراء قرب الحدود الليبية. كما وجدت جثث 21 مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء وثلاثة جزائريين في منطقة نائية قرب الحدود مع مالي.
ويرى خبراء أن هذه الانتهاكات قد تعمق التوتر بين الجزائر ودول جنوب الصحراء، خاصة النيجر التي استدعت السفير الجزائري احتجاجًا على ما وصفته بـ”العنف المفرط” في عمليات الترحيل، وهو ما ردت عليه الجزائر باستدعاء سفير النيجر واعتبار الاتهامات “باطلة”.
هذا، وتتوالى الدعوات الدولية لوقف هذه الممارسات، لكن يبدو أن الصحراء الجزائرية ستظل شاهدًا على مأساة المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في ظل واقع سياسي وأمني شديد التعقيد.