24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
هل يحرك شهر رمضان المشهد الثقافي في مدينة بركان؟
تعيش بركان منذ بداية شهر رمضان الحالي على وقع فعاليات الأنشطة الثقافية،حيث تحاول أن تبرز وجهها الثقافي ولا شك أنها تزخر بتنوع ثقافي وتراثي ، تؤهلها لتكون مركزا للثقافة.
لكن ثمة سؤال يتردد هنا وهناك: هل تستطيع هذه الفعاليات تحريك الحياة الثقافية في المدينة التي تشهد حالة ركود، لم يعد في الساحة إنتاج رفيع، ولم يعد هناك ظروف تعيد تحريك الساكن في الإنتاج الإبداعي، سواء على صعيد المسرح أو الأدب أو الموسيقى …
و بقيت الساحة محكومة بعدد من الأسماء المكرسة ذات التجارب المستهلكة والمسيطرة على المشهد بعلاقاتها وتحكم في الجمعيات الثقافية مع تغيب لتجارب الشابة القوية بما يؤهلها لتكون بارزة في الحراك الثقافي.
هذا الوضع جعل الكشف عن أسماء جديدة وتقديمها للمتلقي أمرا صعبا، والسلطات المحلية لم تعد تدعم إلا التجارب التي تحسن الضجيج وفي الوقت نفسه هناك الكثير من التجارب أكثر جودة منها وأجدر لكنها بقيت في العتمة .
فيما المشهد الثقافي زاخر بالتجارب والأسماء المجددة والمهمة التي يحق لها أن تنتشر ذلك وتتحمل منذوبية وزارة الثقافة مسؤولية كبيرة حيث تسلط الضوء على مراكز الفعل الإبداعي في وجدة مع تهميش باقي الأقاليم .
تمثل الملتقيات التي تعقد بشكل دوري، فرصة مهمة لانتشال التجارب المهمة من دائرة العتمة إلى الضوء لكنها تحولت إلى مجرد مناسبات لإهدار المال العام و واجهة لتسويق صورة منظميها.
لقدد أصبح ضروريا إعادة الإعتبار للحياة الثقافية، والعمل على الاهتمام بالمنتجات الإبداعية الجادة الملتزمة بهموم الشعب لتحقيق حالة نهوض بالوعي العام، وإنجاز تغيرات فاعلة في أشكال الحياة لكسر الرتابة التي باتت تميز المشهد .
الذي في حاجة إلى لسان ناطق باسمه، بركان ما تزال تفتقد لحد الآن إلى إعلام ثقافي يعنى بالحياة الثقافية ويعكس تحدياتها وأهدافها ، فيما يبقى الإعلام المحلي بعيدا كل البعد عن هذه الحركية الثقافية ومشغول بتنظيم دوريات رمضان ومراطون تكريم الشخصيات الرسمية.