24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الملك محمد السادس في زيارة تاريخية إلى دول إفريقيا الشرقية
تشكل الزيارة التي يبدأها الملك محمد السادس اليوم إلى إفريقيا الشرقية تحولا مهما ومنعطفا جديدا في الدبلوماسية المغربية، التي انتبهت إلى أهمية هذا الجزء الأنكلوساكسوني من القارة السمراء .
وتأتي الزيارة الملكية في إطار معالجة نقص حاصل في المقاربة المغربية، تجاه دول شرق إفريقيا ودول جنوب إفريقيا وهي الدول الناطقة باللغة الإنجليزية”.
وقد تنبهت الدبلوماسية المغربية وتعمل بجهد لملأ الفراغ الاقتصادي والمالي للإستثمار في دول إفريقيا الشرقية و تشكل الزيارة تعبيرا عن تحول مهم في المقاربة الدبلوماسية المغربية، كما أنها تفتح الباب على مصراعيه، أمام المغرب لحجز مكان داخل دول شرق إفريقيا .
فرواندا رغم صغر مساحتها الجغرافية ولكنها قوة سياسية وعسكرية، لأن جيوشها موجودة في قوى الاستقرار والأمن التي يشكلها الاتحاد الإفريقي وسياسيا تجاوزت مرحلة الحروب الأهلية في التسعينات إلى بناء نظام جديد.
تتميز بوجود أكبر حضور للمرأة في البرلمان في إفريقيا يوجد في رواندا فهي نموذج للمجتمع الإفريقي الذي عانى من ويلات الحرب للتحول نحو الاستقرار والديمقراطية لكنه بحاجة إلى دعم اقتصادي ومالي، وبحاجة إلى خبرة .
كما أن الرئيس الرواندي بول كاغامي ينظر بإعجاب إلى الملك وإلى المغرب، وهذا ما سيعطي ربما دفعة للحضور المغربي في رواندا من خلال نقل عدد كبير من التجارب، علما أن رواندا ما زالت تعترف بجبهة البوليساريو ويمكن أن يكون للحضور المغربي تأثير على هذا الموقف .
وبالنسبة لتانزانيا دولة غالبة سكانها من المسلمين تعاني من حركة الشباب المجاهدين وبحاجة إلى التجربة المغربية بالخصوص في مجال الاقتصاد الاجتماعي وقطاع المناجم وقطاعات أخرى .”وهي أيضا دولة تعترف بجبهة البوليساريو، وللجبهة سفير في العاصمة دار السلام .
أما إثيوبيا فيوجد بها مقر للاتحاد الإفريقي، والزيارة الملكية ستأخذ بعدا جديدا بالخصوص مع اللعب الذي لا تجيده مصر مؤخرا من خلال موقفها الملتبس من البوليساريو”.
ويرافق الملك خلال هذه الجولة وفد رسمي يضم، على الخصوص، المستشارين الملكيين فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي .. كما يضم الوفد وزير الداخلية محمد حصاد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
إن جولة العاهل المغربي في شرق أفريقيا، التي تشمل كلا من روندا وتانزنيا وإثيوبيا، تندرج في إطار تفعيل التوجهات الجديدة للمملكة والهادفة إلى تقوية العلاقات مع البلدان الأفريقية باعتبارها بعدا حيويا واستراتيجيا في السياسة الخارجية للمغرب.
هذه الجولة لديها أبعاد سياسية “عميقة جدا” من شأنها المساهمة في تحسين وتقوية العلاقات السياسية بين المغرب وهذه الدول، ولكن أيضا أبعاد اقتصادية كفيلة بتقوية الانفتاح الاقتصادي المغربي في القارة الإفريقية، وتشكل دعامة للقطاع الخاص المغربي للتوجه إلى الاستثمار في البلدان الإفريقية وذلك بغية الاستفادة من المؤهلات الكبيرة التي توفرها اقتصادياتها الناشئة.