24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
طبيب الفقراء ”المهدي الشافعي” يقرر اعتزال الطب لهذا السبب
في خطوة مفاجئة، أعلن الدكتور المهدي الشافعي، طبيب الأطفال المثير للجدل بالمستشفى الإقليمي بتزنيت، اليوم الاثنين، عقب جلسة محاكمته الثالثة أمام الغرفة الجنحية لدى المحكمة الابتدائية بتزنيت، اعتزال مهنة الطب.
وكتب الدكتور الشافعي، الذي يتابع بتهم السب والقذف، على حائط صفحته الفيسبوكية عبارة “اليوم أعلنها وبعد مضي 365 يوما من العمل الشاق والمثابرة في سبيل الرقي بالصحة. تعلمت أن وطني ومجاله الصحي مسرحية للعراقيل. اليوم، أعتزل مهنة الطب”.
الدكتور الشافعي عزز كلماته بشريطي فيديو الأول من أمام الباب الرئيسي للمحكمة الابتدائية بتزنيت وكذا على صفحته الفيسبوكية معلنا قراره باعتزال مهنة الطب بعد أن تحول ما يقوم به إلى جريمة قد تزج به خلف القضبان، فضلا عما تحدث عنه من ضغوط يتعرض لها من قبل بعض المسؤولين الذين “يعرقلون عمله وأدائه لواجبه المهني اتجاه الأطفال والصحة بمستشفى تزنيت”.
وناقشت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بتزنيت اليوم ملف الدكتور الشافعي في جلستة الثالثة حيث استمعت لمرافعات النيابة العامة ودفاع الطبيب الذي عينه بعد الجلسة الثانية التي عقدت في الأسبوع الأول من شهر يوليوز الجاري حين تخلى محام عن الدفاع عنه، ليتولى المحامي نوفل عندوني من هيئة أكادير الدفاع عنه والحضور إلى جانبه في جلسة اليوم.
والتمس الطبيب مهلة من المحكمة لأجل تعيين محام آخر، وهو ما وافقت عليه هيئة الحكم معلنة تأخير الملف.
يذكر أن الدكتور المهدي الشافعي، طبيب للأطفال يتابع على خلفية دعوى رفعها في مواجهته مدير المستشفى الإقليمي بتزنيت، وجراح بالمستشفى ذاته، الدكتور عبد الله الحمايتي، بناء على شكاية مباشرة يتهمه فيها بجنحة “السب والقدف” عبر التدوينات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويطالب المدير المدعي في القضية ذاتها كمطالب بالحق المدني بتعويض مالي يقدر بـ 80 ألف درهم جبرا للضرر.
واندلع هذا الصراع، وفق ما يحكيه مصادر إعلامية، بعد أن رفض الطبيب الجراح مهدي الشافعي، الذي انتقل من كلميم إلى تزنيت قبل ستة أشهر، غض الطرف عن بعض الاختلالات والتجاوزات التي وصلت إلى حد ابتزاز المرضى وعائلاتهم في منطقة تعيش تحت عتبة الفقر.
المثير أكثر هو أن إدارة المستشفى وعوض أن تقف إلى جانب الطبيب الجراح في محاربة هذه الاختلالات والتجاوزات، فإنها فعلت العكس وراسلت مندوبية الصحة قصد توقيف هذا الطبيب.
بل إن إدارة المستشفى ذهبت أبعد من ذلك عندما حاولت أن تعرض هذا الطبيب الجراح على مجلس تأديبي من خلال تحريك بعض المرضى لتقديم بعض الشكايات ضده.
ورفع الطبيب الجراح التحدي في وجه إدارة المستشفى وهدد بتنظيم وقفة احتجاجية يشارك فيها أطفاله المرضى الذين أجرى لهم عمليات جراحية خلال هذه المدة التي اشتغل فيها بتيزنيت.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن الطبيب الجراح يؤاخذ أيضا على مدير المستشفى أنه يجري عمليات جراحية للأطفال في ظروف غامضة رغم أن السيد المدير متخصص في الجراحة العامة وليس في جراحة الأطفال.
يذكر أن الطبيب الجراح مهدي الشافعي معروف وسط أصحاب البذلة البيضاء بهذه الصرامة في العمل منذ أن كان طبيب مقيما وبأنه لا يمضغ كلماته عندما يشعر بـ”الحكرة والظلم”.
هذا ، وقد عرفت قضية “طبيب الفقراء” تضامنا واسعا من طرف المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث كان يجري العديد من العمليات الجراحية للأطفال مجانا.
وأكد الشافعي إنه “أجرى أكثر من 560 عملية جراحية للفقراء في ظرف لا يتجاوز 8 أشهر، بمعدل ثلاث عمليات في اليوم، ليصير محاربا من قبل البعض لأن مصحاتهم ستفلس”.