24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
صحراويون يناشدون الأمم المتحدة إنقاذ شباب البوليساريو من الضياع
خلافات جبهة البوليساريو الداخلية وانفجار الوضع الإنساني داخل المخيمات لم يعدْ شأناً يخصُّ قيادات الصف الأول للتنظيم الانفصالي والدول الراعية له، بل أصبحَ محطَّ أنظار قوى دولية ومنظمات حقوقية التأمت ضمن أشغال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بالسياسات الخاصة وتصفية الاستعمار بنيويورك، منتقدةً مظاهر “الركود والفساد والظروف الرهيبة التي تهدد الشباب في مخيمات تندوف”.
وأدانت غالبية تدخلات ممثلي الدول المشاركة ضمن أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، انتهاكات حقوق الإنسان التي تقترفها البوليساريو في حق السكان الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف؛ فقد أوردت تانيا واربورغ، من منظمة “الحرية للجميع” غير الحكومية، أن آلاف الصحراويين محتجزون بشكل قسري في مخيمات تندوف حيث تنتهك أبسط حقوقهم الإنسانية الأساسية ويتعرضون للترهيب والعنف.
الناشطة الحقوقية الدولية أشارت إلى أن ساكنة الخيام تعاني من سوء التغذية وفقر الدم، مؤكدة أن ميليشيات البوليساريو تقمع بعنف كل أولئك الذين يفترض أنها تمثلهم، وتحوّل، دونما خجل، المساعدات الإنسانية الدولية إلى السوق السوداء، وتنهج العنف لقمع أي تمرد.
وفي وصفه للوضع داخل مخيمات الجبهة، قال ناشط صحراوي ترعرعَ وكبرَ في تندوف في أحد ملتمساته أمام اللجنة الأممية: “تتعلم كجيل كامل كيف نواجه المعاناة بمزيد من الصبر إلى درجة مؤلمة”، وأعرب عن قلقه من أن “صبر الجيل الحالي قد يتلاشى في يوم من الأيام”. وقال أحد مقدمي الملتمسات إنَّ “الشعب الصحراوي محاصر في وضع يائس داخل مخيمات تندوف، وقد تم استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية وجنائية”.
ولم يُفوت ممثل جنوب إفريقيا فرصة وقوفه أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة دون أن يهاجم المغرب، مُشبِّهاً الوضعية في الصحراء “بالشوكة المؤلمة في خاصرة إفريقيا”، مُتأسفا “لبقاء 17 إقليما مستعمرا حتى الآن حيث مازالت شعوبها تعاني من التنكر لحقها في تقرير المصير؛ وذلك انتهاك لحق إنساني بمقتضى مواثيق الأمم المتحدة”.
ونوّه جيري ماتيوز ماتيجالا، ممثل جنوب إفريقيا، حسب ما نقلته مصادر انفصالية، بالأحكام التي أصدرتها محكمة العدل الأوروبية والمحكمة العليا بجنوب إفريقيا التي اعترفت بسيادة الصحراء الغربية، كما أدان ما سمّاهُ “الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية للشعب الصحراوي”.
وقال بعض الملتمسين الصحراويين إنَّ “الشباب داخل تندوف لا يحصلون إلا على قدر ضئيل من التعليم أو الرعاية الصحية الكافية ولا يتنقلون بحرية”. وفي معرض وصفه لحال الشباب بتندوف، حذر أحد مقدمي الملتمسات قائلاً: “هذه المشاكل التي لم تحل تتسبب في أن يكون الشباب عرضة لأنشطة سرية مثل تهريب الأسلحة والبشر والمخدرات، واعتناق الإرهاب كأسلوب حياة”.
وفي سياق مماثل، قال آخر من مقدمي الملتمسات إن “جبهة البوليساريو وعدت الشباب الصحراوي في المخيمات بحل النزاع حول الصحراء، لكنهم حتى الآن أصيبوا بخيبة أمل وأصبحوا عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المارقة التي تقوم بأنشطة تسبب المزيد من عدم الاستقرار”.
وأعرب بعض المتدخلين عن قلقهم إزاء تحويل المساعدات الإنسانية المخصصة للاجئين، ودعوا إلى وضع خطة شاملة لجمع البيانات لتحديد عدد الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات.