بعد سنة من تنصيب القمر الاصطناعي المغربي.. محمد السادس (أ) ينجح في رفع الضغط على البوليساريو
بعد سنة تقريبا على وصول القمر الاصطناعي المغربي الأول للمراقبة “محمد السادس (أ)”، المعروف باسم MN35-13، إلى الفضاء، انطلاقا من قاعدة كورو التابعة لمنطقة جويانا الفرنسية، بهدف تعزيز القدرات العسكرية والأمنية والاستخباراتية والاستطلاعية للمملكة؛ كشفت معطيات جديدة أن محمد السادس (أ) الذي ينتظر تدعيمه بقمر اصطناعي شبيه، ”محمد السادس (ب)”، تمكن من تحقيق جزء من أهدافه، وهو مراقبة كل صغيرة وكبيرة من تحركات جبهة البوليساريو الانفصالية من مخيمات تيندوف إلى شرق الجدار الأمني للصحراء المغربية.
عمر هلالي، السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، كشف أن السلطات المغربية ترصد وتراقب كل تحركات جبهة البوليساريو عبر القمر الاصطناعي محمد السادس (أ)، مبرزا أن القمر الاصطناعي “منح المغرب أداة مراقبة” تسمح له “بمعرفة تحركات البوليساريو على طول اليوم، وفي كل دقيقة، وكل ثانية”. وأضاف؛ “نعرف كل ما يجري، ونراقب كل تحركاتهم”. وذلك من خلال متابعة تنقلات عناصر الجبهة وعمليات البناء غير القانونية التي تقوم بها، وهي المعطيات التي يزود بها المغرب الأمم المتحدة كوسائل إثبات لاختراق الجبهة اتفاقية وقف إطلاق النار.
وأكد هلالي أن المغرب مد الأمم المتحدة بالصور وإحداثيات التحركات غير القانونية لعناصر الجبهة والتي تنتهك الاتفاقيات القائمة، مشيرا إلى أن القمر الاصطناعي الذي ينقل بالتدقيق كل تلك التحركات “رفع الضغط على الجبهة”، وفق وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”.
محمد السادس (أ) الذي “نصب” في الفضاء يوم 8 نونبر الماضي، قادر على الرصد والاستطلاع بدقة عالية أي شيء يتحرك فوق الأرض أو البحر يبلغ علوه 70 سنتيما في مساحة 800 كيلومتر”، كما أنه “يستطيع التقاط نحو 1000 صورة يوميا من علو 700 كيلومتر، وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار سلا، والتي يراقبها مهندسون عسكريون مغاربة. كما يزن حوالي 1.1 طن، وسيشتغل على الأقل ما يقارب 5 سنوات، إذ سيتوجب بعدها على المهندسين العسكريين المغاربة، الذين كانوا حاضرين خلال مراحل تصنيعه وتجميعه وإرساله إلى الفضاء، إعادة برمجته من جديد، لكي يستجيب للتحديات والمخاطر الأمنية المطروحات بعد مرور خمس سنوات.
يشار إلى أن محمد السادس (أ) يقع بالضبط فوق السواحل الشمالية للمحيط الأطلنتي، وفي مدخل البحر الأبيض المتوسط عند مضيق جبل طريق، وهو المضيق الذي يعبر منه جزء كبير من التجارة العالمية المشروعة وغير المشروعة.
هذا ورغم الحديث منذ بداية السنة الجارية، عن أن القمر الاصطناعي الثاني «محمد السادس (ب)» أصبح جاهزا للالتحاق بشقيقه التوأم «محمد السادس (أ)» في الفضاء، بعد الانتهاء من صناعته من قبل الشركة الأوروبية «إيرباص للدفاع والفضاء»، إلا أنه إلى حدود الساعة لم يتم الكشف عن تاريخ إرساله إلى الفضاء.