الأخضر الإبراهيمي ولعمامرة.. الخيار السيئ الآخر لبوتفليقة
يبدو أن النظام الجزائري تحت ضغط الشارع وارتفاع حدة المظاهرات، أصيب بتخبط كبير واتخذ قرارات عشوائية بتأجيل الانتخابات الرئاسية وعقد ندوة وطنية، هذه الأخيرة ينتظر أن يترأسها الأخضر الإبراهيمي الذي استقبله الاثنين الرئيس بوتفليقة.
بعد قدوم من فرنسا الى الجزائر بحالة مستعجلة، حيث استقبله الرئيس الذي اقترح عليه قيادة الندوة الوطنية، وهو ما قبل به الدبلوماسي المخضرم.
ومع هذا فإن اختيار الأخضر الإبراهيمي له عيوب كثيرة، فبالإضافة إلى تقدمه في العمر 85 سنة، ومحسوب على نظام كما إن غالبية الجزائريين الذين يتظاهرون منذ 22 فبراير ، هم شباب يدعون إلى تغييرات جذرية، ليس من المؤكد أن الابراهيمي سيكون قادرًا على فهم هذه النداأت وتقديم إجابات مفيدة.
والعائق الآخر يتعلق بحياده، فقد كان الجزائريين يأملون في أن تتولى شخصية محايدة ترأس الندوة وليس شخصية معروفة بقربها من الرئيس بوتفليقة، لا سيما وأنهم ألفوا مشاهدته في فيديوهات مع الرئيس منذ تدهور حالته الصحية، حيث أصبح أحد زواره القلائل، وغالبا ما يتم استدعاؤه من أجل دحض الإشاعات التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى بخصوص صحة الرئيس.
إضافة إلى هذا فإن الأخضر الإبراهيمي يعيش في الخارج منذ سنوات عديدة، ولا يلتقي بالطبقة السياسية الجزائرية لا من الموالاة ولا من المعارضة، وليست له شبكة لمساعدته في التعامل مع الندوة الوطنية، كما أنه أبعد ما يكون عن الشعب.
وبهذه الأسباب فإن الإبراهيمي يثير الكثير من عدم الثقة، ليصبح إنجاح الندوة مرهون بمدى قدرة منظميه على العمل وراء الكواليس لإقناع المعارضة على الأقل وتمرير رسائل للداخل والخارج لإحاطته بالمصداقية نفس شيء ينطبق على لعمامرة نظرا للسن ولانقطاع علاقتهما مع الواقع الجزائري وبسبب تواجدهما شبه الدائم بالخارج، لعمامرة والإبراهيمي منقطعان تماما عن تطلعات الشباب الجزائري. بل إنهما يقولان إنهما في خدمة بوتفليقة. من الواضح أن مهمتهما هي إعطاء مصداقية لعملية التمديد لبوتفليقة.
يرى بعض الجزائريين أن الإبراهيمي ولعمامرة هما من اقترح على سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هذا الحل للخروج من الأزمة ووافق عليه لأنه يثق فيهما. وبينما كانت طائرة بوتفليقة تحط في مطار هواري بومدين قادمة من جينيف، كانت طائرة أخرى تغادر البلاد باتجاه فرنسا وعلى متنها رمطان لعمامرة الذي توجه إلى باريس لتسويق هذا المخطط للرئيس إيمانويل ماكرون.
الحل الذي قدمته السلطة بتسمية أشخاص من داخل النظام لا يستجيب لمطالب الشارع الجزائري الذي يريد تشكيل حكومة من شخصيات وطنية من خارج النظام.
وتعتبر أوساط في جهاز الاستخبارات السابق أن اختيار الإبراهيمي ولعمامرة جرى اختيارهما بشكل عشوائي رغم أنهما صنيعة النظام الحاكم.
و أن صناع القرار في الجزائر اختاروا تطبيق السيناريو الأول وإضفاء الشرعية الشعبية عليه، حيث فضلوا خيار المأمورية الخامسة بسبب الخلاف بينهم والآن سيأخذ التحضير للأمر سنتين.
وأمام الضغط الشعبي قرروا الاستفادة من الوقت عبر البقاء في السلطة واختيار مرشح لعهدة خامسة. وفي الأثناء سيتم تنظيم مؤتمر وطني، ظاهره البحث عن توافق سياسي وباطنه ترسيخ النظام القائم عبر إجراأت معروفة مسبقا.