24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الصحافة الجزائرية تهاجم منتخبها المحلي وبلماضي معجب بملعب بركان
هاجمت صحافة الجزائرية منتخبها المحلي حيت أكدت أن المحليون يكتبون شهادة “وفاتهم” أمام أنظار بلماض و لا يمكن تصوّر مباراة كروية للجزائريين دوليا، أسوأ من المباراة الفضيحة التي لعبها محليو الجزائر أمام المغرب في ملعب بركان أول أمس، عندما انهاروا أمام أنظار جمال بلماضي أداء ونتيجة أمام منتخب مغربي متوسط المستوى بثلاثية، كان يمكن أن تكون ضعف ذلك في مقابلة أبدع فيها الجزائريون في تقديم ما يشبه المهزلة، بالرغم من التشجيع الذي تلقوه قبل بداية المباراة من جمال بلماضي الذي سافر لأجلهم إلى المغرب، وأبرق لهم رسالة البذل حتى يستدعيهم في التربصات القادمة للمنتخب الجزائري الأول.
وانتظر جمال بلماضي ردة فعل قوية، ولكن مع مرور الوقت تبيّن بأن في عالم الكرة فاقد الشيء لا يعطيه فعلا، فمن الدقيقة الأولى رفع رفقاء أمين عبيد الراية البيضاء واستسلموا لفريق مغربي لعب بإرادة قوية، وسجل بسرعة هدفا فتح الشهية من ركلة جزاء، ثم قتل المباراة نهائيا وتحول إلى الاستعراض أمام لاعبين غالبيتهم لهم خبرة في المنافسات القارية مثل الرباعي بن شريفة وعبيد وبن عيادة وشحرور الذين وصلوا في الموسم الماضي إلى ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا مع شباب قسنطينة، إضافة إلى بقية اللاعبين، ولو انتهى الشوط الأول بسداسية مغربية ما صرخ أحد بالمفاجأة، وصار أمل الجزائريين الذين تابعوا الشوط الأول عبر التلفزيون المغربي الأول، في أن يقلل الجزائريون من مخاطر الهجوم المغربي وينقذون الفريق من هزيمة ثقيلة، دقت بقوة وعنف على أبواب رفقاء أمير سعيود صاحب الرقم 10 والأداء صفر.
من المفارقات أن مدرب منتخب المغرب الأول وحيد خاليلوزيتش الذي يعيش في المغرب وليس في فرنسا كما كان عليه الحال عندما درّب الجزائر، كان حاضرا في المدرجات، وهو الذي قال في مناسبة سابقة للصحافيين المغاربة بأنه سيبقى يعتمد على اللاعبين المحترفين لأنه لم يقتنع باللاعبين المحليين، فجاءه الردّ قويا من لاعبي الدوري المغربي المكوّن من لاعبين تتلمذوا في أكاديميات الكرة المنتشرة في المغرب، كما حضر جمال بلماضي لأجل خطف لاعب محلي أو اثنين فصعقوه بمستواهم السيء جدا، وسيكون مجنونا جمال بلماضي لو فكر في استدعاء لاعب محلي في السنوات القليلة القادمة بعد الذي شاهده في لقاء الذهاب في البليدة ولقاء الإياب في بركان، وما يشاهده بين الحين والآخر في الدوري الجزائري حتى في المشاركات الباهتة للأندية الجزائرية المتأهلة لرابطة أبطال إفريقيا والكنفدرالية في دور المجموعات.
مقابلة سهرة السبت أمام المغرب بيّنت عكس ما يعيشه بلماضي مع المحترفين، فاللاعبون المحليون الذين يتقاضون مع أنديتهم مرتبات كبيرة جدا تصل إلى ما فوق ربع مليار سنتيم شهريا، ويلعبون مباريات باردة وأحيانا مخدومة، افتقدوا الروح القتالية فكانت كل الصراعات الثنائية تنتهي لصالح المغاربة وحتى الكرات العالية كانت توحي بأن الجزائريين أقزام والمغاربة عمالقة، ومن حيث الفنيات عجز أمير سعيود مثلا عن مراوغة لاعب مغربي واحد، بينما راوغ المغاربة بكل الفنيات الممكنة، أما تكتيكيا وجماعيا فالفارق بين المنتخبين كان كبيرا جدا، ويبقى الشوط الأول من المباراة، نسخة سوداء في تاريخ الكرة الجزائرية حيث انتهى بثلاثية وبأداء جزائري عجز عن صنع فرصة واحدة من جملة تكتيكية بسيطة، وكانت المباراة تلعب وكأنها من دون حارس المغاربة، الذين استعملوا فراملهم في الشوط الثاني، وسيّروه كما أرادوا، واكتفوا بالثلاثية وعملوا على منع الجزائريين من تسجيل هدف واحد.
للأسف على جمال بلماضي، والاتحادية الجزائرية بالخصوص العودة إلى رمي الصنارة في فرنسا لخطف لاعبين جدد، فالبطن الكروية الجزائرية، عقرت فعلا، وبعض اللاعبين الذين يقال بأنهم تألقوا إنما هم استثناء فقط.
جمال بلماضي نبّه لجمال أرضية ملعب بركان المعشوشب طبيعيا، وهو ملعب صغير مقارنة بالمركبات المغربية الضخمة في أغادير ومراكش ووجدة والدار البيضاء، وهو الذي قصف الأرضيات والمركبات الكروية الموجودة في الجزائر، كما خرج مصفّر الوجه بعد نهاية المباراة، ولم يتمكن حتى من تشجيع اللاعبين ولكنه في قرارة نفسه ربما سيمزق ورقة المحليين نهائيا وقد يسعى قريبا لضم مجموعة من النجوم المتواجدين في أوربا ليحمي نفسه أولا وثانيا ليطمئن قلبه ويرد مباشرة على دعاة اللاعب المحلي، وكان منهم المدرب السابق لـ”الخضر”، رابح ماجر الذي يعتبر فوزي شاوشي أحسن حارس في إفريقيا، وزين الدين فرحات أحسن من رياض محرز.