من يحكم الجزائر فعليا؟ الرئيس المعين تبون أو جنرالات
لايتوانى النظام الجزائري في تحين الفرصة تلو الأخرى لدس السم في هذه علاقته مع المغرب عبر خطوات استفزازية تتخذ العديد من الأشكال يستثمر فيها ملايير الدولارات من أجل قضية خاسرة ومن أجل الوقوف ضد وحدة المغرب الترابية بسبب هاجس الخوف من تبوئه مراتب القيادة في المنطقة بوجه خاص، وفي القارة الإفريقية بشكل عام..
مشكلة الصحراء والبوليساريو ليست هي لب المعضلة. العداء أكبر منها وأقدم. هي فقط الجزء المرئي من جبل الجليد، والذريعة التي يختفي وراءها النظام .
الرئيس المعين تبون ابن المنظومة السياسية التي فعلت كل شيء لتزرع في الجزائريين كره المغرب. وحتى وإن كان كلامه خلال الحملة الانتخابية الماضية عن أنه ينتظر اعتذارا من المغرب عن أزمة 1994، موجه للاستهلاك الانتخابي، إلا أنه في حقيقة الأمر يعبر عن عقلية سياسية شب عليها الجيل الذي ينتمي إليه وورثها لمن بعده.لكن أحداث كثيرة وملموسة كشفت لشعب الجزائري زيف ونفاق حكام المرادية الذين يرهنون حاضر البلاد ومستقبلها بمعركة وهمية مع بلد شقيق كالمغرب تجمعهم به كل شيء ويعرفون أنه كان دائما معهم في أهم معارك.
وأن مقامرة حكام المرادية بأحلام الشعب الجزائري وتعطيلهم لقضاياه التنموية جريا وراء وهم وسراب اسمه الجمهورية الصحرواية، جمهورية مستحيلة لصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية للجزائر، ويصدرون أزمة حكمهم تجاه عدو مفترض اسمه المغرب ويضعون ثروات الجزائر من النفط والغاز في رعاية مشروع فاشل في مهده لإنشاء دويلة مصطنعة.لقد أصبح طرح السؤال عمن يمسك بزمام الحكم في الجزائر متجاوزا بعد تعيين تبون من طرف إنتخابات صورية ، و تأسيس”الدولة العميقة” مكونة من جنرالات ورجال الاستخبارات وتمسك فعلاً بمقاليد الحكم في الجزائر .
لايختلف إثنان أن الجزائر تدبر من طرف العسكر وبدأ منذ وقت طويل ترتيب الأوراق وتقسيم الأدوار وتمتين نفوذه فى دوائر السياسة والاقتصاد، ووضع شبكات جديدة يعهد لها تنفيد أوامر قيادة عسكرية، وصار فيها تبون يوصف بـ “رئيس الدولة المعين ” وهذا ما يجعل أن ملف قضية الصحراء المغربية يدار من طرف العسكر فيما تصريحات رئيس ووزير خارجيته بوقادوم مجرد إتمام لمهمة ووظيفة يتحكم فيها جنرالات .