فضيحة تصدم الجزائريين.. السماح لـ”حزبي السلطة” بعقد مؤتمرين رغم كورونا
في ظل إنهيار قاطرة النظام الجزائري وسؤء تدبيره لأزمة كورونا أشعل منح السلطات الجزائرية لحزبي السلطة الرئيسين (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي) بعقد مؤتمرين استثنائيين لاختيار أمينين عامين جديدين برغم استمرار إجراأت الحجر بسبب فيروس كورونا ومنع التجمعات ومعاقبة المخالفين، أشعل مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا.
وقد زكى التجمع الوطني الديمقراطي أمس أمينا عاما جديدا للحزب، على أن يعقد جبهة التحرير الوطني مؤتمره، السبت.
وانتشرت على مواقع التواصل صور وفيديوهات تظهر عدم احترام التباعد الاجتماعي خلال المؤتمر الاستثنائي لما يعتبر حزب السلطة الثاني في الجزائر (التجمع الوطني الديمقراطي)، الذي زكى الطيب زيتوني، أمينا عاما للحزب، خلفا لعز الدين ميهوبي الذي شغل هذا المنصب بالنيابة منذ 2019.
ويأتي إسراع في تجديد الحزبين في رؤية النظام العسكري الجزائري المهيمن لدور الاحزاب السياسية، الرامية الى التحكم في المشهد الحزبي و الاستفادة من ضعف هيكلة الحقل السياسى ومع تقوية الحزبين لتحقيق سيطرة وكانت المطالب بحل حزب جبهة التحرير الوطنى وحزب التجمع الوطنى الديمقراطى من أهم الشعارات التى رفعها المتظاهرون منذ الأيام الأولى للحراك.
أدرك الجزائريون جيدا أن هذه الأحزاب/ الأجهزة، هى أدوات السلطة الفعلية فى إفساد الحقل السياسى، وفى مراقبته وهيكلته بشكل يمنع أية مفاجأة سياسية، ويجعل من إنتاج بديل انتخابى ديمقراطى أمرا مستحيلا.
والسلطة بدورها أدركت رهانات هذا المطلب وأبعاده، ولذلك، اكتفت بسجن بعض القياديين فى هذه الأحزاب، مع الحفاظ عليها والاستعانة بها بأشكال مختلفة فى تسيير هذه المرحلة حسب درجة الضرر الذى لحِق كل حزب فى فترة بوتفليقة، وحسب الغاية من استخدام كل واحد مِنها.
على مدار عشرين سنة، حصرت السلطة التنافس الانتخابى بين حزبيها الرئيسين، توزع عليهما المقاعد داخل المجالس المحلية والبرلمان حسب الظروف.
تستخدم السلطة الحزبين لتمرير المشاريع غير الاجتماعية وغير الشعبية فى البرلمان، ولكن حين يتعلق الأمر بعرض رئيس لانتخابه، فإنها دائما تفضل وضعه فوق الأحزاب وفوق السياسة. كثيرا ما يتدخل الرئيس لإلغاء مشاريع قوانين غير شعبية تقترحها حكومة ترأسها شخصية من أحد الحزبين. تتحمل الأحزاب السياسية أوزار السياسة، فى حين يترفع الرئيس عنها ويصبح حكما، تنسب إليه «الإنجازات»، وتتحمل الأحزاب الإخفاقات والسياسات الفاشلة.