التأكيد الأمريكي لمغربية الصحراء يكتم أنفاس النظام الجزائري
كما كان متوقعا فرض الصمت على الجزائر بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف التاريخي بمغربية الصحراء، إذ لم تصدر وزارة الخارجية الجزائرية أيّ بيان في الموضوع بشأن افتتاح قنصلية واشنطن في مدينة الداخلة.
فإن الكثير من المحللين والمتابعين لسياسات الخارجية الجزائرية يؤكدون أنها ما زالت محكومة في تفاعلها بضوابط تحد من قدرتها على إصدار مواقف إتجاه الولايات المتحدة ولاتملك وزن في الساحة دولية قد تتعرض إلى عقوبات فورية من إدارة الأمريكية .
وكانت الخارجية الجزائرية تحرص على إصدار بيانات تنديدية كلما قررت دولة إفريقية افتتاح قنصلية لها بالصحراء المغربية؛ بل وصل بها الأمر إلى استدعاء سفراء لها لدى دول القارة التي استقرت بعثاتها الدبلوماسية بالأقاليم الجنوبية.
واكتفت وكالة الأنباء الجزائرية بإعادة نشر ردود فعل جبهة “البوليساريو” الانفصالية بخصوص الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؛ فيما حاول الإعلام الجزائري المقرب من السلطة ربط القرار بتخلي المملكة عن القضية الفلسطينية، على الرغم من أن الملك محمدا السادس كان واضحاً في اتصاله مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن موقف الرباط الثابت والداعم للفلسطينيين.
وشكل القرار الأمريكي صدمة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، إذ في وقت روّجت فيه تقارير إعلامية معادية أن المغرب ينفق أموالاً طائلة من أجل دفع دول إفريقية إلى افتتاح قنصليات بالصحراء جاء قرار افتتاح القنصلية الأمريكية بالداخلة مكذباً لكل هذه المزاعم. وتساءل أحد المعلقين ساخرا من هذه التقارير: “هل تحتاج أمريكا إلى أموال مغربية من أجل الاعتراف بمغربية الصحراء؟”.
وفشل النظام الجزائري في التأثير على دبلوماسية القنصليات التي نهجتها المملكة في الفترة الأخيرة، إذ توجد اليوم 3 قنصليات عربية و16 قنصلية إفريقية إضافة إلى القنصلية الأمريكية في الصحراء المغربية.
وتشعر الجزائر بعزلة دولية حيث صدمت من موقف نيجيريا حيادي وأن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم إلى نيجيريا لم يحقق منها شيء إلى جانب الموقف الجنوب افريقي بالإتحاد الأفريقي وتكتل العربي إلى جانب المغرب مواقف جعلت الجزائر لعب دور متفرج.