قراءة في المشهد الانتخابي بمدينة بركان

مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية تزداد الاستعدادات بقوة و نعاين حركية ودينامية غير مسبوقة، وتبدأ الأحزاب الصغيرة أو التي عرفت إنقسامات في البحث عن من سيقود لوائحها، تاركة لهم كامل الصلاحية لأعدادها والتحكم المطلق في ترتيب الاشخاص في قائمة اللائحة، وفقا لما يراه وكيل اللائحة مناسبا له،. ملاحظة مهمة لم ترقى هذه الأحزاب بعد الى مستوى تنافسية البرامج الحزبية وبقي الفعل الشخصي للأفراد ومدى شعبيتهم وانغراسهم في أوساط الناخبين والإمكانيات المالية لهذ المرشح او ذاك هما العاملان المحددان في عملية استقطاب الناخبين.

فأحزاب الاصالة والمعاصرة والاتحاد الإشتراكي والعدالة والتنمية، والتقدم والإشتراكية وفدرالية اليسار الديمقراطي حسمت مبكرا في وكلاء لوائحها وفي اغلب الاشخاص المكونين للتشكيلة التي سيحضون بها هذه المعركة و هندست الطريقة التي ستنزل بها الى الشارع و قامت باستقطاب شخصيات لها من شعبية وتأثير في ناخبي المنطقة.

حزب العدالة والتنمية لاعتباره حزب يتحرك بكيفية منتظمة ويستغل الخطاب الديني القريب من عقلية الناخبين والمؤثر في نفسيتهم الشخصية، زيادة عن كونه يوظف العديد من إطاراته المدنية في مختلف العمليات ذات طابع المساعدات الاجتماعية، ووتقديم نفسه كمقاوم للتجارب الفاسدة في التسيير العام ، يقدم الحزب في الإنتخابات المقبلة الرفاعي مصطفى الكاتب المحلي كوكيلا للائحته لكن الأكيد أن الحزب سيعمل للحصول على عدد أكثر من الأصوات التي سبق وان حصل عليها في الانتخابات الجماعية ليونيو 2009،وذالك رغم تأثير سياساته الحكومية التي لم تفي بوعودها الانتخابية التي أطلقها الحزب قبيل الانتخابات التشريعية لكن المميز لحزب العدالة والتنمية،هو تركيز حملته الإنتتخابية على تقديم صورة حزب بدل شخص مما يجعل وكيل لائحة مجرد كومبارس وهذا ما جعل حز ب يكون قاعدة شعبية إنتخابيه صلبة .

حزب الاصالة والمعاصرة، يعمل جاهدا من أجل تحقيق نتيجة تضمن له الأغلبية  الذي يخطط للسيطرة على نتائج الانتخابات الجماعية ومن اجل هذا عمل  على استقطاب شريحة واسعة من شباب وإلأطر و مهن اخرى مختلفة، ستشكل قاعدته الصلبة في هذه الإنتخابات الجماعية والتي من المرجح ان يترأس لائحته  محمد الإبراهيمي المتمرس على أجواء الاستحقاقات الإنتخابية وتعطي التكهنات الانتخابية إمكانيات مهمة لهذا الحزب تجاوز نتائج يونيو  2009.

حزب التجمع الوطني للأحرار يدخل هذه الانتخابات وهو يحمل في نفسية مناضليه تحدي إثبات الذات بعيدا عن فريد مؤمن الملتحق بحزب  جبهة القوى الديمقراطية  وإعطاء بالتالي البرهان ان الحزب موجود خارج حساباته وشعبيته وان هذا التنظيم قادر على التفاعل وتدبير الأمور بشكل جيد واحترافي،ولهذا سيقدم حزب وجه جديد بمباركة كاتب الإتحادية بكاوي عبد المالك الذي أكيد سيتجند ويقف الى جانبه في هذه المعركة القوية لتأكيدالذات الشخصية ،لكن  من جهة أخرى علمت أوريون بلوس من مصادرها إمكانية إلتحاق فريد عواد بحزب التجمع إذا وقع تفاهم بين الطرفين.

حزب اخر من الممكن ان تكون له حظوظ لتجاوز العتبة وهو فيدرالية اليسار الديمقراطي المكون من أحزاب الطليعة المؤتمر الإتحادي واليسار الإشتراكي الموحد الذي عمل على إكتساب تجربة خلال الانتخابات الجماعية ليونيو 2009  حيث تمكنت  لائحته من النفاذ الى مستوى اقتسام المقاعد،وحصل على ثلاثة مقاعد من المرجح أن يقود لائحته  حسين لحدودي.

حزب الإستقلال يراهن بشكل كبير على لائحتة المؤازرة بقاعدته و اسماء إستقلالية لها وزنها الانتخابي الذي لا ينكره اي متتبع للمشهد الانتخابي بالمدينة،،وهي بكل تأكيد ستشعل نار المنافسة ذالك أن هم لائحة هو احتلال المرتبة الاولى لكن ظروف التي مر منها الحزب في سنوات الماضية و قرار تعليق نشاط فريد عواد رئيس المجلس البلدي لبركان من كل مهامه داخل الحزب  يطرح أسئلة كثيرة هل تصبح حظوظه ضعيفة في الحفاظ على رئاسة المجلس أو  تستطيع الأسماء جديدة رفع تحدي.لحدود الساعة لم يحسم الحزب في وكيل اللائحة ،والاكيد أن مسؤلوه يفكرون في وضع لائحة قوية لتحقيق النتائج المؤثرة .

حزب الاتحاد الإشتراكي والذي يبدو انه خطط بشكل جيد لهذه الاستحقاقات الجماعية واشتغل في صمت ودون اثارت الأنظار اليه، سيرشح عزيز بنته كوكيل للائحة ، بفريق مختلط جمع بين اطر شابة و  مهن أخرى ممته إستمالة الغاضيبن والمنسحبين من حزب الاتحاد الإشتراكي و استقطاب القاعدة الجماهيرية التي كانت تصوت سابقا له .

حزب جبهة القوى الديمقراطية بدأ يعمل لوضع لائحة  قادرة على تحقيق المفاجأة خاصة أن منسقه الجهوي محمد بوتشيش يملك تجربة تنظيمية ويحدوه أمل وضع لائحة تضم شخصيات محلية لها الامتداد الشعبي بين ناخبين ، وعمل على استقطاب شخصيات مهمة  مما يؤكد إمكانيات الظفر بعدد من مقاعد هم العارفين بخبايا الانتخابات سوف يوظفون كل خبراتهم الانتخابية في استمالة الناخبين وخاصة القريبيبن منهم، سينزلون بكل ثقلهم السياسي والحزبي والبشري لخوض النزال الانتخابي .

وأكدت بعد المصادر أن إلتحاق فريد مؤمن بحزب  جبهة القوى الديمقراطية  مسألة وقت ، تأتي مصادر رسمية من حزب تؤكد أن الرجل مازال لحد الساعة لم يلتحق ، معتبرة أن كل الأخبار التي تتداول بين أوساط السياسيين والمنتخبين بالمدينة، عبارة عن تخمينات ،وعلاقته بحزب جبهة القوى الديمقراطية  تعود إلى صداقته بالأمين العام مصطفى بن علي ومناضلي حزب الجبهة ببركان .

التقدم والإشتراكية صورة حزب التنظيم والهياكل عمل مناضلو هذا الإطار على استقطاب شخصيات بإمكانها إعطاء إلإضافة مع أن الحزب يملك رصيد شعبي ويتميز بحس التفاوض خاصة عند بروز نتائج و يحبد التسير علىى المعارضة يترأس لائحته الحزب محمد بويعلاوي وجه مألوف في المشهد الحزبي والانتخابي نقابي ومستشار البلدي والذي خبر كواليس المجلس  وما يسجل للحزب قدرته على صناعة التحالفات و الانسجام مع كل الأطراف ورغم ذلك ينتظر الحزب عمل كبير وجاد وفق برنامج وتصورات تنسجم مع واقع المدينة لتحسين نتائج الحزب في الإنتخابات المقبلة.

إن حجم المنافسة أكيد ستلعب فيه الإمكانيات المادية واللوجستيكية الدور الهام في استقطاب الناخبين. ، حيث والى غاية موعد اجراء الانتخابات يظل سؤال النزاهة الانتخابية وتحيد المال في هذه الاستحقاقات احدى التحديات العصية على التجاوز.

أترك تعليق