24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الدبلوماسية الملكية تحبط استهداف الجزائر مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا
تعرقل الجزائر زيادة التنسيق السياسي والاقتصادي بين المغرب ونيجيريا، بينما تتجه العلاقات بين الرباط وأبوجا إلى مزيد من الانفتاح والتطور، وذلك عقب المباحثات الهاتفية التي جمعت مؤخرا الملك محمد السادس بالرئيس النيجيري محمد بوهاري، والتي تناولت مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب وإحداث مصنع للأسمدة في “أبوجا”.
وبدون الالتفات إلى مصادر الإزعاج التي شككت في جدواه، يمضي مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، والذي سيمر عبر دول غرب إفريقيا، إلى مزيد من التحصين والتنزيل، وذلك عقب الاتصال الهاتفي الذي جمعه العاهل المغربي بالرئيس النيجيري.
ورحبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، المعروفة اختصارا بـ”سيدياو”، بمبادرة المغرب ونيجيريا، في ما يتعلق بخط أنبوب الغاز الذي سيربط البلدين وسيمر من بلدان عديدة بغرب إفريقيا، مشيرة إلى أن هذا الخط، باعتباره مشروعا عابرا وجامعا للإقليم، “سيساهم في بلوغ أهداف الاندماج والتسريع من التنمية الاقتصادية التي تتابعها مجموعة “سيدياو”، وكذا ضمان منافذ للغاز المنتج في غرب إفريقيا الموجه نحو الأسواق الأوروبية”.
محمد الطيار، الخبير في الشأن الإستراتيجي، أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الاتصال الهاتفي الذي جمع الملك محمد السادس بالرئيس النيجيري محمد بوهاري هو تأكيد وتجديد للتعاهد المتعلق بمشروع أنبوب الغاز وإنشاء مصنع للأسمدة في أبوجا النيجيرية”، مبرزا أن “هذا الاتصال يمثل رسالة إلى الجزائر التي ما فتئت، منذ زيارة الملك لنيجيريا عام 2016 وتوقيع العديد من الاتفاقيات، تقوم بمناورات وتدبر حملة إعلامية للتشويش على هذا الاتفاق ونشر العديد من الأكاذيب بخصوص تخلي نيجيريا عن مشروع أنبوب الغاز”.
وقال الخبير في الشأن الإستراتيجي إن “الاتصال الأخير بيّن زيف ادعاءات الآلة الإعلامية الجزائرية التي تنشر الأكاذيب”، موردا أن “لقاء ممثلي مجموعة دول غرب إفريقيا بعاصمة بوركينا فاسو خلال السنة الماضية أكد على أهمية الاتفاق المغربي النيجيري، كما أن “سيدياو” تعهدت بضمان التنسيق بين الدولتين لتنزيل المشروع الذي يهم 13 دولة وستستفيد منه 300 مليون نسمة”.
وأضاف الطيار: “الدبلوماسية الجزائرية أصبحت ضعيفة وفقدت نيجيريا التي كانت إلى عهد قريب حليفا إستراتيجيا في معاكسة المصالح المغربية”، موردا أن “السلطات النيجيرية ابتعدت عن السياسية الجزائرية القائمة على معاكسة المغرب”، وتابع: “أوروبا ستخفّف من التبعية للغاز الجزائري، حيث إن مرور الأنبوب النيجيري عبر المغرب إلى أوروبا سيفقد الجزائر سوقا مهمة في أوروبا وسيجعل الأخيرة تخفف من تبعيتها للغاز الروسي”.
واسترسل: “كما أن مرور أنبوب الغاز من الصحراء المغربية يشكل صفعة للمساعي الجزائرية في المنطقة”، وتابع موضحا: ”الرئيس النيجيري أعطى رسالة واضحة إلى الجزائر في خطاب موجه إلى الشعب بمناسبة المصادقة على ميزانية 2021؛ فقد أشاد بالدعم المغربي في قطاع الفلاحة وإنتاج الأسمدة، بحيث توجد في نيجيريا 42 شركة تعمل بالتعاون مع المغرب”.
واعتبر الخبير في الشأن الإستراتيجي أن “المغرب يقوم بمساعدة نيجيريا من أجل تأمين وإرساء الأمن الغذائي للشعب النيجيري”، مبرزا أن “محاولات وزارة الخارجية الجزائرية بائسة وفاشلة”.
وعاد المحلل إلى زيارة الملك لنيجيريا خلال عام 2016، حيث استقبله الشعب النيجيري بحفاوة وشعبية كبيرة باعتبار أن نيجيريا بها حوالي 40 مليونا من أتباع الطريقة التيجانية ويرتبطون بمدينة فاس روحيا ويعتبرون الملك أميرا للمؤمنين.
وزاد المحلل: “أكثر من 154 مليون نسمة في نيجيريا تحتاج إلى الغذاء، والمغرب يلعب أدوارا مهمة من أجل ضمان الأمن الغذائي للنيجيريين؛ وهو هاجس حكومي للسلطات النيجيرية”.