الجزائر : بعد أزمة الأوكسجين …طوابير السميد تعود من جديـد
لا يعلم الجزائريون إن كانوا في مواجهة أزمة صحية جراء تفشي وباء الكورونا القاتل أم هم أمام أزمة الأوكسجين أو أزمة غذائية ترجمتها صور التدافع لمواطنين في مناطق عدة على أكياس السميد (الطحين) التي أصبحت عملة نادرة، ويُعد الظفر بكيس منها “إنجازاً” أو “عملاً بطولياً”.
وما إن أعلنت السلطات الجزائرية إجراأت الحجر الصحي في البلاد، للحد من توسع انتشار الفيروس، حتى تفجّر ما بات يُطلق عليه محلياً “معركة السميد” بسبب ندرته في الأسواق، ليتطور الأمر بين الباحثين عنه إلى حد الاشتباكات بالأيدي والاعتداأت الجسدية.
ويتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي فيديوهات لطوابير طويلة لمواطنين ينتظرون بالساعات دورهم للحصول على أكياس السميد والفرينة، من دون احترام مسافة للأمان، وبشكل يُخالف إجراأت الوقاية من وباء كورونا، منها تفادي التجمعات.
هذه الطوابير، خلفت غضباً واسعاً في أوساط المجتمع، وعبّر ناشطون عن استيائهم الشديد من هذا الوضع الذي وصفوه بـ”المحزن والمخزي”، وكأن الجزائر أمام أزمة غذائية وليس مشكلة صحية قد تفتك بأرواح عدد كبير في حال الاستهتار بإجراأت الوقاية وعدم الالتزام بالحجر المنزلي.
وباتت طوابير وندرة جزء من حياة الجزائريون من طابور السميد إلى طوابير الحليب والزيت،إلى السيلولة مرورا بالعطش وبقطع المياه والكهرباء لأسابيع لتندلع أزمة الأوكسجين وتطل من جديد أزمة السميد.