24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
جزائريون يستقبلون رمضان بطوابير طويلة!
طوابير طويلة يطول فيها الانتظار لساعات من أجل الحصول على حليب الأكياس أو اللحوم الحمراء والبيضاء أو على مادة الزيت والسميد.. إنّها الظاهرة المتجددة مع حلول شهر رمضان كل عام، فالطوابير أضحت علامة جزائرية مميزة للمستهلكين في هذا الشهر الفضيل، في ظل تساؤلات عديدة عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف الظاهرة وما إذا كانت تتعلق فعلا بالندرة أم اللهفة؟ وأمام هذه المشاهد الصادمة يدعو ممثلو التجار وجمعيات المستهلكين، الجزائريين، لترشيد استهلاكهم في رمضان، منعا للندرة والمضاربة، وحفاظا على استقرار الأسواق.
لم تمنع الأمطار المتهاطلة والجو البارد، المواطنين للخروج للتبضع، استعدادا لاستقبال أول يوم رمضاني. وكعادتهم لا يحلو لهم التسوق دون الدخول في طوابير طويلة، حيث شاهدنا رجالا ونساء من مختلف الأعمار، وهم يتدافعون يومي الخميس والجمعة على مختلف المحلات، من الجزارات إلى محلات المواد الغذائية ومراكز التسوق الكبرى وصولا إلى محلات بيع “قلب اللوز”.
جزائريون يتدافعون على جزارات الرّحمة..
رغم الغلاء الملحوظ في أسعار اللحوم والبيضاء، وجد المستهلك نفسه مرغما على الشراء، ولو بكميات قليلة، فاللحوم الحمراء قارب سعرها 1900 دج للكلغ والدجاج 420 للكلغ، والبيض 18 دج للحبة.
وتجمع المواطنون على محلات الجزارة، خاصة المعروفة بانخفاض أسعارها أو تلك المعروفة “بقصابات الرحمة” والموجودة بمختلف بلديات العاصمة، على غرار باب الوادي، الحراش، القبة.. والجميع يطلب نصيبه من اللحم.
وفي هذا الصّدد أكد لنا “نبيل” جزار من بلدية القبة، أن الإقبال كان كبيرا في ليلة الشك، لكن الملاحظ، حسبه، أن الطلبات كانت بكميات قليلة، عكس سنوات فارطة، فمن كان يشتري كيلو لحم غنمي، بات يشتري رطلا فقط، وآخرون استغنوا عن شراء دجاجة كاملة مكتفين بأربع أفخاذ مثلا.. ومع ذلك، توجد فئة من المستهلكين تشتري كميات غير معقولة، تكفيها لـ 15 يوما رمضانيا.
شهدت “جزّارات الرّحمة” بحي “لابروفال” وبن عمر بالقبة، إقبالا كبيرا من المواطنين، الباحثين عن السّعر المناسب، بعدما تحولت هاتين المنطقتين مؤخرا، إلى منطقة جذب للباحثين عن اللحوم بسعر مناسب.. ويتراوح سعر لحم الغنم هناك بين 1400دج إلى 1440 دج، والبقري بين 1430 دج إلى 1700 دج “هبرة”، واللحم المفروم بين 1050 دج إلى 1150 دج. أما الدجاج فوصل سعره إلى 410 دج للكلغ.
إنزال على “السوبيرات” ورحلة بحث عن الزيت..
وتهافت المواطنون على الشراء ببلدية دويرة، المعروفة بالانخفاض النسبي للأسعار، مقارنة ببلديات أخرى.. حيث شهدت الجزارات المتواجدة بمدخل البلدية، تهافتا كبيرا على الشراء، وكأن الأسعار في المتناول، أمّا المساحات التجارية “السوبيرات” فعرفت إنزالا كبيرا وتدافعا، فالبعض يتدافع على شراء مختلف أنواع الجبن، وآخرون على التوابل، والبقية يبحثون عن الزيت والسميد.. أما جهة الفواكه الجافة، فلقيت إقبالا لافتا رغم غلاء أسعارها.
الحليب نفد فجر الجمعة.!
أمّا أكياس الحليب، فقد نفذت بعد صلاة فجر الجمعة مباشرة، حسب تأكيد أصحاب محلات المواد الغذائية لـ “الشروق”، إذ لم تمنع الأمطار المتهاطلة وبرودة الطقس، المواطنين من التدافع على الحليب في ساعات الصباح الأولى، وبالتالي لم يكن للمستفيقين بعد السابعة نصيب في هذه المادة.
وعرفت أسواق التجزئة للخضر والفواكه، بالحراش وباش جراح والكاليتوس ورويبة.. إنزالا للمواطنين، الباحثين عن الأسعار التنافسية والنوعية الجيدة، رغم الغلاء الملحوظ، خاصة لمنتج البطاطا والطماطم.
غلاء الأعلاف تسبّب في غلاء اللحوم
وفي الموضوع، أكد رئيس اللّجنة الوطنية لتجار وموزعي اللحوم، مروان الخير في تصريح لـ “الشروق”، أن طوابير المواطنين على محلات الجزارة قبل بداية رمضان، لم تكن “قوية” على غرار سنوات فارطة، بسبب انهيار القدرة الشرائية، وغلاء الأسعار. وكشف المتحدث، أن أسعار اللحوم الحمراء بسوق الجملة، كانت مرتفعة أياما قبل رمضان، بسبب الغلاء الكبير في أسعار الأعلاف. فـ “البقري” في سوق الجملة تراوح سعره بين 1200 دج و1300 دج للكلغ، “الغنمي” بين 1500 دج و1650 دج حسب النوعية والكمية.
ورحّب محدثنا، بعملية بيع اللحوم بأسعار متناسبة لا تتعدى 1200 دج في الأسواق التضامنية، حسب تصريح مسؤولي الجزائرية للحوم ” ألفيار”، وقال: “نتمنى أن يكون ذلك حقيقة ملموسة”.
ليتساءل عن سبب عدم دعم تجار اللحوم الخواص، مثلما تدعم الدولة المؤسسات العمومية، رغم نشاط تجار الجملة للحوم منذ سنوات، مذبح “رويسو” أنشئ في 1929، ومذبح الحراش في 1916، فالجزائر لها تاريخ عريق في تجارة اللحوم..
وأكّد مروان الخيّر أن ارتفاع سعر الأعلاف من 4 آلاف دج إلى 9 آلاف دج في السوق السوداء، جعل كثيرا من الموالين يصرفون ماشيتهم بسرعة ويبيعونها، وأبرز، بأن لجنتهم تنادي ومنذ شهرين، برفع التجميد على استيراد اللحوم الطازجة وليس المجمدة، للمساهمة في تخفيض الأسعار، خلال شهر رمضان الحالي.
دعوات إلى الإسراع في فتح مذبح أولاد الشبل
ودعا المتحدث ولاية الجزائر، إلى الإسراع في تجسيد مشروع المذبح الجديد بأولاد شبل الذي تم المصادقة عليه في 2020، الذي يعتبر سوق الجملة الوحيد على مستوى الوطن، ومصدرا لتحديد الأسعار.
إلى ذلك، كشف الخيّر مروان، أنّ بعض المواطنين وهروبا من الأسعار المرتفعة للحوم بالتجزئة، يتوجهون نحو مذبح الحراش، لشراء خروف كامل، يتقاسمه أكثر من 3 مواطنين مثلا، وهي ظاهرة وصفها محدثنا بالإيجابية، لأنها تمكن المواطن من شراء لحم مراقب بيطريا ومن نوعية جيدة وبسعر مناسب.
معاينة مذبح الحراش للوقوف على آخر التحضيرات
وتنقلت لجنة مختلطة مكونة من وزارت التجارة والبيئة إضافة للشرطة والدرك والحماية المدنية والمصالح المحلية، إلى مذبح الحراش، يوم الخميس الماضي، الذي يعتبر أيضا سوق جملة للحوم، للوقوف على آخر التحضيرات لاستقبال رمضان. أين أبدى المراقبون “ارتياحا” لأجواء العمل وتوفر اللحوم المطابقة للمعايير.
التدافع عادة سيئة تسبب اختلال السوق
ودعا محدثنا المواطنين، لتجنب اللهفة في شراء اللحوم، تجنبا للندرة وارتفاع الأسعار، وقال: “أناشد المستهلكين شراء كميات تكفي لأيام قليلة فقط، وليس لـ 15 يوما مثلما يفعله كثيرون”.
وبدوره، ناشد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده، مصطفى زبدي المستهلكين لتجنب “اللهفة” والتدافع، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، معتبرا، أن “التدافع” تحوّل إلى عادة جزائرية “سيئة”، تتسبب في اختلال السوق،وتصيب المستهلك بتعب نفسي وجسدي. ودعا المتحدث المواطنين، لتغليب الجانب الروحي والديني في رمضان، وإتباع أسلوب تسوق عادي ومعقول، مثل بقية الأيام، لتجنب الندرة ورفع الأسعار، في ظل ما تعانيه أسواقنا من اختلالات، وباستثناء السلع التي تعرف تذبذبا الأسابيع الماضية، على غرار الزيت والفرينة، يؤكد زبدي بأن بقية المنتجات الغذائية متوفرة وبكميات تكفي لأشهر عديدة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net
تعليقات الزوّار
أترك تعليق
من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
صوت وصورة

المقررة الأممية في ندوة صحفية : “أغادر الجزائر بخيبة أمل وأطالب إلى الإفراج الفوري عن نشطاء حقوق الانسان

جلالة الملك ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يوقعان إعلان نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة

شرف تنظيم الدورة 93 للأنتربول بمراكش.. حموشي يضع المغرب في قلب المعادلة الأمنية الدولية

بنموسى: التداول قريبا بشأن تحسين أجور موظفي التعليم

تسليم السيارات الأولى من طراز “نيو” لماليكها

الأمير مولاي رشيد يترأس حفل عشاء أقامه صاحب الجلالة بمناسبة افتتاح الدورة الـ20 لمهرجان مراكش

جلالة الملك يعين عددا من السفراء الجدد

مشاركة المغرب في أشغال الجمعية العامة لشرطة إنتربول

جلالة الملك يدعو إلى اعتماد قرار ملزم بفرض الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في غزة

بسبب القمع .. الجزائر تشهد زيارتين لمقررين أمميين لحقوق الانسان

مناقشة إمكانية “إحداث آلية خاصة لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج ودعم حاملي المشاريع”
