24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | الجزائر دمية دبلوماسية!؟

    الجزائر دمية دبلوماسية!؟

    تتذكرون تلك الضحكة الصفراء التّي أطلقها الرّئيس الرّوسي “بوتين” في وجه المرحوم عبد القادر بن صالح، الرّئيس المُؤقت للجزائر سنة 2019، عندما قال له بغباء سياسي: “لا تخافوا علينا في الجزائر، نحن مُتحكمون في الوضع، ولدينا خارطة طريق نُطبق فيها”! ، عندما سمع بوتين هذا الكلام، ضحك ضحكة صفراء، لأنّه تعجّب من رئيس يُقدم له مثل هذه المعلومات التّي كان لا يُريدها، لأنّه يعرف حقيقة ما يجري في الجزائر أكثر حتى من عبد القادر بن صالح نفسه!؟

    الصورة نفسها تكررت اليوم مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، ونظيره الرّوسي سيرغي لافروف، حين قال هذا الأخير للعمامرة ضاحكا بقهقهة شارك فيها الجميع:”سأزور الجزائر وتستقبلني في المطار..!؟” وهذا ما يُوحي بأنّ وزير خارجية روسيا كان يستهزئ بوزير خارجية أمريكا، الذّي لم يستقبله لعمامرة في المطار عندما زار الجزائر!.

    والمُشكل يكمن في الإعلام الجزائري البليد الذّي قد قدّم هذه اللّفتة على أنّها إهانة لوزير الخارجية الأمريكي! معتبرا إيّاها إهانة دبلوماسية!؟ وهذا ما يدل على أنّ وزير الخارجية الرّوسي يُتابع بالتدقيق ما يجري في الجزائر، ويعرف حتى الأخطار الدّبلوماسية التّي ترتكبها السّلطة في الجزائر، وتُحوّلها “صحافة بودورو” إلى انتصارات دبلوماسية! .

    فإمّا أنّ السّفير الرّوسي في الجزائر يقوم بعمله كما يجب، ونقل معلومة عدم استقبال بلينكن في المطار، إلى وزارة الخارجية الرّوسية، أو أنّ الجزائريين هم الذّين أبلغوا لافروف بالأمر، كنوع من التفاخر والتباهي الدّبلوماسي! على طريقة عبد القادر بن صالح أمام بوتين! .

    والحقيقة أنّ وزير الخارجية الجزائري كان في الخارج ولكنّه برمج استقباله لأنتوني بلينكن في الجزائر، لكن طائرته تأخرت بنصف ساعة عن موعد وصول وزير الخارجية الأمريكي، وسواء كان هذا التصرف من سيرغي لافروف، بفعل روسي، أو بفعل جزائري، فهو من الأخطاء الدّبلوماسية الفادحة! كان من الواجب أن لا تحصل، وربّما كانت تبعاته وخيمة ليس لعدم استقبال وزير الخارجية الأمريكي الذي كان تأخره بسيطا، بل بسبب الإعلام الغبيّ الذّي حول الخطأ البسيط إلى أزمة دبلوماسية خطيرة، لأنّه دبلوماسيا “إذا تصاك البغال، فلا تضع رأسك بين حوافرها!”، هذه هي الدّبلوماسية الجزائرية العظيمة التّي ولدت في أتون حرب التحرير وكانت تلعب بالكبار، ولا يلعب بها الكبار كما يحدث الآن!

    حدثني المرحوم محمد يزيد، أحد مُؤسسي الدّبلوماسية الجزائرية ، أنّه كان يُمثل الثورة الجزائرية في نيويورك، عندما عُرضت قضية الثورة الجزائرية على الأمم المتحدة، وزار الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف نيويورك، للمشاركة في اجتماع الأمم المتحدة المشهور، والذّي ضرب فيه بحذائه على الطاولة، احتجاجا على قرار أمريكي غربي حول قضية دولية ما! لكن الدّبلوماسي الثائر محمد يزيد، نصّب كمينا دبيلوماسيا لخروتشوف، فأخذ مصورا فرنسيا وذهب أمام سفارة الاتحاد السوفياتي في نيويورك، والتقط المصور صورة لمحمد يزيد وهو يهم بالخروج من باب السّفارة السوفياتية!.

    وتم تسريب الصورة للصحافة الفرنسية على أنّه قابل خروتشوف في مقر السّفارة باسم الثورة الجزائرية! وكانت فرنسا الاستعمارية تقطع علاقتها مع كل دولة تعترف بالثورة الجزائرية! لأنّ الرّئيس الفرنسي ديغول قال: إنّ فرنسا دولة جدية لا تعترف بأية دولة غير جدية تعترف “بالفلاقة”! نقلت الصحافة الفرنسية إلى ديغول، صورة محمد يزيد وهو خارج من السّفارة السوفياتية وسألوه: “أنت قلت أن فرنسا لا تعترف بأية دولة جدية تقيم علاقات مع الثورة الجزائرية، وهاهو الاتحاد السوفياتي يقيم علاقات مع “الفلاقة”! .

    فردَّ ديغول:”أنا لم أقل أبدا أنّ الاتحاد السوفياتي دولة جدية!” وبلغ هذا القول الديغولي خروتشوف، فاغتاظ وأعلن رسميا اعتراف الاتحاد السوفياتي بالثورة الجزائرية.. هكذا كنا نُمارس التلاعب الدّبلوماسي مع الكبار ونحن ثورة، فأصبح يتلاعب بنا هؤلاء بهذه الصورة البائسة عندما أصبحنا دولة!؟ أسرُدُ لكم هذه المعلومات وأترك لكم الحُكمَ على حالنا!؟


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.