24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    وفد عن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يشارك في ندوة حول “الحوار الإسلامي المسيحي” بموريشيوس

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    دولة البيرو وغرائبية اتخاذ القرار

    الجزائر.. والطريق إلى الهاوية

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | وتيرة سرقة حقائب المسافرين بمطارات الجزائر ترتفع بشكل مخيف

    وتيرة سرقة حقائب المسافرين بمطارات الجزائر ترتفع بشكل مخيف

    يعتبر السفر عادة متعة، سواء أكان للسياحة أو حتى في مهمة عمل أو عودة المهاجر إلى أحضان العائلة إلا السفر إلى الجزاىر يتعكّر صفوك ويصبح السفر نقمة ومشقة بمجرد أن تحط الطائرة، وتكتشف فقدان أغراض من حقيبتك أو حتى اختفاء الأمتعة بالكامل، لتنطلق رحلة أخرى في متاهات المطار، لا تصل في الغالب إلى محطتها النهائية، لأنها تُقيد ضد مجهول.

    كثيرا ما نسمع من الأصدقاء والزملاء والمعارف عن فقدان أغراض من حقائبهم عند عودتهم من السفر ووصولهم إلى مطار هواري بومدين ومطارات أخرى داخل الوطن، ولا يجدون لها أثرا رغم إيداع شكاويهم لدى أمن المطار، لأن “صائدي الحقائب” ملمون بامتياز بكل الحيل وكذا تقنيات سرقة ما خفّ وزنه وغلى ثمنه والإفلات من المراقبة “مثل الشعرة من العجين”.

    وفي هذه الأثناء، يقضي المسافر المسكين الساعات بين ردهات المطار بحثاً عن أمتعته، وإن كانت الحقيبة قد ضاعت بالكامل، عندما لا يجدها المسافر في الحزام المتحرك المخصص للحقائب، ينتهي به المطاف في متاهات تعبئة الوثائق والانتظار المبني للمجهول، مع الاتصالات المتكررة، والله أعلم إن كانت ستصل الحقيبة أو لا، وهنا في الغالب تقع المسؤولية على شركات الطيران، لأنه يصعب سلب الحقيبة بالكامل من محطة الشحن.

    التقرب من الضحايا ليس بالأمر الصعب، فالشكاوي تصلنا يوميا إلى الجريدة، وتكفي جولة في بهو مطار هواري بومدين الذي ينظم يوميا بين 150 و170 رحلة ذهابا وإيابا، لرصد المسافرين “الناقمين”، لأن الكثير منهم تعرّض يوما للسرقة أو تم تضييع حقائبه، وفي أحسن الأحوال عبثت أيدي غير أمينة بأغراضهم وحوّلت حقيبتهم الجديدة إلى خرقة بالية. وإن لم تسرق منها الأغراض عمدا، فقد سقطت أثناء نقلها من قبل أعوان شحن الحقائب.

    كان هذا حال سيدة التقينا بها في بهو مطار هواري بومدين عائدة لتوها من المغرب، جلست أمامي تنتظر قريبها ليقلها وعلامات “تعكر المزاج” بادية عليها لما أسألها عن السبب، فإحدى المسافرات اللواتي رافقنها في الرحلة تكفلت بالغرض وهي تحاول تهدئتها، فعرفت أنها وجدت حقيبتيها الجديدتين من علامة شهيرة ممزقة وأتلفت بالكامل، قفلها محطم وعجلاتها غير موجودة، بسبب سوء نقلها من طرف أعوان شحن الحقائب.

    أساليب أخرى يعتمدها بعض اللصوص، الذين يستهدفون حقائب المسافرين، لكن قبل أن تصل الحقيبة إلى محطة الشحن، فكثير من المسافرين يقصدون مصلى المطار حاملين حقائبهم لأداء الصلاة قبل تسجيل الحقائب وركوب الطائرة. وهؤلاء يترصدهم لصوص من نوع خاص يدخلون إلى المصلى ويراقبون المصلين وهم خاشعين في صلاتهم، ليباغتوهم ويأخذون “الجمل بما حمل”، ويغادرون بهو المطار وكأنهم عائدون من السفر دون إثارة الانتباه، لأن شركاءهم يكونون في انتظارهم في موقف السيارات، وهذا ليس بالأمر الصعب، فأي أحد يمكنه ولوج مصلى المطار، حتى وإن لم يكن مسافرا.

    وقد سجلت عدة حالات مماثلة في مطار هواري بومدين، إذ تم توقيف أحد هؤلاء اللصوص مؤخرا من طرف شرطة المطار بعد ترصده لفترة. وحتى داخل الطائرة قد لا تسلم أغراضك من السرقة، فيحدث أن ينسى أحدهم حقيبة يد صغيرة، أو تسقط أشياء من كيس اقتناه من “السوق الحرة” للمطار، أو جهاز كمبيوتر صغير، وإن تذكره وعاد للبحث عنه، فإنه سيجده في خبر كان، وهو حال أحدهم نسي جهاز كمبيوتر صغيرا “نوت بوك”، واكتشف الأمر بعد نحو ساعة من مغادرة الطائرة، وعندما طلب البحث عنه كان الكمبيوتر قد أخذ لوجهة مجهولة.

    فعندما يصل المسافرون إلى مطار هواري بومدين يواصل المتحدث، يكتشفون ضياع أمتعتهم، ما يدفعهم للاحتجاج لدى الإدارة، ليتم توجيههم إلى مكاتب ممثلي شركات الخطوط الجوية بالمطار المشرفة على رحلاتهم، والتي تتولى مهمة البحث عنها، وغالبا ما تصل الأمتعة الضائعة إلى المطار بعد يوم أو يومين من الرحلة، نظرا للتأخر في معالجة بياناتها، فيما قد يتم العثور عليها في بلد آخر لخطأ في تسجيلها.

    المرور من أمام جهاز السكانير، وأمام أعين الشرطة لا يعني أبدا أنك في مأمن من السرقة، فكن متأكدا أن هناك عيونا تترصد الأغراض الثمينة أينما كانت، إذ يعمد بعض اللصوص، سواء أكانوا موظفين في المطار أو دخلاء، بترصد المسافر عند خضوعه للتفتيش أمام جهاز السكانير، حيث يقوم بتمرير حقيبته، معطفه، ويضع هاتفه أو الأغراض الصغيرة مثل كاميرا التصوير في السلة المخصصة لذلك، فيما يقوم أعوان الشرطة بالتفتيش الجسدي، وفي هذه الأثناء يكون هذا الأخير يراقب من بعيد، ويسبق المسافر في المرور أمام الجهاز، ليأخذ الهاتف إن كان من النوعية الرفيعة دون أن يثير الانتباه.

    وفي الغالب لا يتفطن المسافر للأمر، ففي العادة يكون هناك طابور طويل أمامه، كما أن المسافر يكون مركزا على سفره والإسراع في اللحاق بتسجيل الأمتعة. ورغم أنه وضع الهاتف في السلة، فلا يتفطن إلى الأمر إلا عند وصوله إلى المحطة النهائية، وحينها لا يكون علم أين ضيّع الهاتف.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.