مدرسة (تيزي غبراون) بجماعة بوغريبة أكليم بركان تعاني وتستغيث …فهل من منقذ ؟؟
من يرى مدرسة (تيزي غبراون) بجماعة أكليم يعتقد أنها مدرسة مهجورة أو تعرضت لقصف صاروخي أو قنابل من الحجم الثقيل حتى ظننا أنها أطلال أمرئ القيس، ولكن الأمر مختلف تماما ، فهو واقع حي تعيشه مدرسة ميتة حية، ميتة باعتبار تآكل جدرانها التي قد تسقط في أي لحظة فوق رؤوس التلاميذ والمدرسين ، ميتة باعتبار غياب أبسط شروط ممارسة العملية التربوية، مدرسة منكوبة أصبحت عرضة للصراصير..وعشا للعصافير والحشرات والأفاعي… مدرسة بدون حارس بدون جمعية لأباء وأمهات التلاميذ ، في النهار زريبة للماشية وفي الليل وكر لأصحاب الليالي الماجنة ..
مدرسة طالها التهميش والإقصاء رغم المجهودات التي بذلتها الساكنة في اعادة الروح الى هذه المدرسة، ولكن هذا غير كاف ويتطلب تدخل الجهات المعنية لتجهيزها بكامل الوسائل والمعدات الضرورية…مدرسة عبارة عن مزبلة هكذا أرادها المسؤولون أن تكون نموذجا للمدرسة الحديثة…عارية في الصيف والشتاء وهذا ليس بجديد : التعليم المناسب في المكان المناسب…
إنها مهزلة وفضيحة من العيار الثقيل أن نرى مدرسة بهذه المواصفات وخاصة ونحن نريد من أبنائنا أن يتعلموا ويتفوقوا ولكن إذا نشأ التلاميذ في مطرح مدرسي رضعوا منه جهالة وخمولا ..ونريد من المدرسين أن يقوموا بواجبهم على أحسن وجه ليكونوا كما قال فيهم الشاعر : كاد المعلم أن يكون رسولا ، في مدرسة لا تحمل من المعنى إلا الإسم ،بالفعل إنه اسم على مسمى وقد كان محقا من منحها هذا اللقب (غبراون).
هذه المدرسة عبارة عن أطلال، فلا طريق ولا سور ، وحتى المراحيض التي تم تجهيزها حديثا وبمبلغ لا داعي لذكر رقمه لكون هذا المبلغ يمكن أن نشيد به مدرسة مجهزة ،وللأسف فهي مراحيض برية جافة عديمة المياه ولم نسمع في يوم من الأيام أن المراحيض تبنى بدون ماء … إن العقل لايصدق ما نراه في هذه المشاهد التي تؤكد أن المسؤولين لا يقدرون العلم ولا يكترثون بأبناء البوادي…ولكن نحن نقول إنها وصمة عار على جبين كل من جعل هذه المدرسة هيكلا يفتقر الى أبسط شروط الدراسة …
ومن المفارقات العجيبة أن الإختيار يقع دائما على هذه المدرسة العجيبة لاحتضان جميع الإستحقاقات الإنتخابية ، وبالرغم من حضور جميع الأطراف بمن فيهم السلطات المحلية والمنتخبين والناخبين والمراقبين…فعلا راقبوا صناديق الإقتراع ، ولكنهم لم يراقبوا الجدران المهترئة وزحف الأشواك اتجاه الأقسام ، فانعم بها من زيارة فبقيت عادة كل ستة سنوات ليتجدد الموعد هذا اذا بقيت وحافظت على ماتبقى منها … ولحسن الحظ أن العلم الوطني مازال يرفرف فوقها وهذا دليل على أن الروح لا تزال سارية بين جوانبها…
وتبقى هذه المدرسة تعاني وتئن وسط غابة شاسعة شائكة تعيش فيها الزواحف والحيوانات، وكأن حال لسانها يقول : إني أغرق..أغرق..أغرق..أما المسؤولون في النيابة والجماعات فهم عبارة عن : (شاهد مشفشي حاجة) ..ولسان المدرسين والمتمدرسين يقول : تعليم بأي حال عدت يا تعليم …فأين هو السيد العامل؟ أين هو السيد النائب ؟، أين هو المفتش ؟، أين هو المدير؟، أين هي الوزارة ؟ أين هي الجماعات ..أين؟ أين ؟ أين؟…اذن مدرسة تيزي غبراون تستغيث…فهل من منقذ..؟؟