24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا
ملحمة كبرى عاشتها بلادنا حين عودة الأسود إلى عرينهم بأرض الوطن، حيث خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة احتفالا بالإنجاز التاريخي الذي حققه أبناؤنا في ملاعب قطر.
لقد تعالت الهتافات والصيحات والشعارات التي تنتصر لهذا الوطن ولكل ما هو مغربي، حيث بعث المغاربة وهم يهتفون ويرددون النشيد الوطني أن حب هذا الوطن يسكننا في الأعماق، مسجلين رسالة بأرواحهم وقلوبهم إلى العالم أجمع، تعكس الارتباط الوثيق بهذه الأرض، والتلاحم القوي بين العرش والشعب، لأنه قد حبانا الله بملك لا يتوانى عن مشاركة شعبه أفراحه واحتفالاته، حتى أنه ترك كل أشكال البروتوكول جانبا واحتفل مثل جميع المغاربة بهذا الإنجاز الرائع.
ونجد أن الاستقبال الملكي لأعضاء المنتخب الوطني وتوشيحهم بأوسمة ملكية يعكس العناية الملكية السامية التي يحيط بها ملك البلاد الشباب المغربي ولقطاع الرياضة عموما، اعترافا وتقديرا لهؤلاء الأبطال الذين رفعوا رأس المغرب عاليا وجعلونا نعيش أياما جميلة فوق السحاب، ستدونها كتب التاريخ وترويها أجيال وأجيال… وبالتالي إن هذا الاستقبال الملكي، يعكس الفرح المغربي، إنه فرح ملك وشعب بمسيرة نماء وتطور وانتصار لاينتهي.. يقوده ملك مبدع وشعب لا يعرف المستحيل.
إن انتصار فريقنا الوطني، انتصرت من خلاله القيم المغربية الأصيلة، أي معنى أن تكون مغربي، حيث أظهرنا للعالم أجمع، أن المغربي، إنسان أصيل، مشبع بالأخلاق والروح الوطنية وتعاليم ديننا السمح، والبر بالوالدين، والاعتراف بمكانة الأم في المخيال الجماعي المغربي، باعتبارها رمزا للعطاء والحب الذي لا ينضب والوطنية الصادقة، حيث ربت أبناءها ولو خارج الوطن على حب هذه الأرض الطاهرة والذود عنها ورفع رايتها، والتربية على القيم المغربية الأصيلة التي تحدث عنها كل العالم بفخر وإعجاب، التي تعكس نبل الإنسان المغربي وعراقة حضارته عبر التاريخ، لقد أذهل الأسود الجماهير العالمية، بمدى حبهم لوطنهم والتحلي بقيم “تمغربيت” الحقيقية، والنية والإخلاص في العمل ورضاء الوالدين والسجود للخالق، والارتباط بالثوابت التي كانوا يصدحون بها عاليا في كل انتصار…
منتخب الحالمين، منتخب الساجدين، الذين آمنوا بأن المستحيل ليس مغربيا، وآمنوا بحلم جميل، تقاسمه معهم كل أطياف الشعب المغربي حتى بات شعارنا الجماعي.. سير.. سير.. سير… يا وطني إلى الأمام من أجل تحقيق إنجازات ملهمة في كل الميادين تعكس الطموح المغربي والتحدي المغربي الذي يقوده ملك وشعب.. وأنا نشهد الدنيا أنا هنا نحيا، وأن الراية الحمراء تعلو، ولها في عين رائيها امتياز، وأن كتبنا على قمم الجبال تاريخا سجله أسود الأطلس في الدوحة مكتملا، وأنهم إذا زأروا سمعت لهم هديرا، وإن لعبوا ترى لهم اقتدارا… وعاش المغرب على الدوام.