رفض فتح الأجواء لطائرة المنتخب المغربي للمشاركة في الـ”شان” تجعل نظام العسكر الجزائرية في عزلة وأكثر عداء للمغرب
أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اليوم الخميس، تعذّر مشاركة المنتخب المغربي في منافسات “CحإN” لأمم إفريقيا التي تحتضنها الجزائر، بسبب رفض الأخيرة فتح أجوائها أمام طائرة المنتخب المغربي في رحلة جوية مباشرة من مطار الرباطءسلا إلى مطار قسنطينة بالجزائر.
ويدخل رفض الجزائر فتح الأجواء للطائرة المغربية، في إطار قرارها السابق بإغلاق أجوائها أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، كجزء من قرارات القطيعة الدبلوماسية الشاملة مع الرباط، بمُبرر ما وصفته بـ”الأعمال العدائية المغربية تُجاه الجزائر”.
وبالرغم من أن المسؤولين الرياضيين الجزائريين يرددون بأن الباب مفتوح أمام المغرب لمشاركة منتخبه في المنافسة الكروية القارية التي تُنظمها، عن طريق رحلة جوية عبر بلد آخر، إلا أن المغرب يرفض هذا الاقتراح ويتمسك بحقه في التوجه إلى البلد المنظم عبر رحلة جوية مباشرة، وليس التنقل إلى بلد آخر للقيام بذلك.
ولم يكن يتوقع أكثر المتشائمين حول العلاقات المغربية الجزائرية، أن تصل “قمّة العداء” الجزائري نحو المغرب إلى إقحام السياسة في الرياضة، وإغلاق الأجواء أمام طائرة المنتخب المغربي للمشاركة في منافسة كروية تحتضنها الجزائر، بالرغم من أن قوانين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تُعطي الحق لجميع المنتخبات المشاركة بالتوجه مباشرة إلى البلد المنظم.
ويُعتبر هذا القرار “السياسي” الجزائري، هو واحد من السوابق في تاريخ العلاقات بين البلدين، ويجعل نظام عبد المجيد تبون هو من أكثر الأنظمة الجزائرية عداء تُجاه المملكة المغربية، حيث أنه مقارنة بالأنظمة السابقة، وآخرها نظام عبد العزيز بوتفليقة، لم يصل العداء إلى درجة إقحام السياسة في الرياضة بالرغم من التوتر السياسي الكبير بين البلدين، حيث كانت الزيارات بين الفرق الرياضية المغربية والجزائرية تتم بشكل عادي.
كما أن رفض الجزائر فتح الأجواء أمام طائرة المنتخب المغربي، يتناقض مع التصريحات التي أدلى بها تبون مؤخرا في حوار مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، حيث حاول الظهور بمظهر أن نظامه لديه مشاكل سياسية فقط مع المغرب.
وذهب تبون بعيدا، على غير عادته، وأشاد بالانجاز الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 التي نظمتها قطر، بوصول أسود الأطلس إلى المربع الذهبي والحصول على المرتبة الرابعة عالميا، إنجاز أشبال وليد الركراكي “شرّف الكرة المغاربية والعربية”.
لكن بقرار منع طائرة المنتخب المغربي من التحليق مباشرة إلى الجزائر للمشاركة في “الشان”، هو قرار يكشف أن نظام تبّون يُكن عداء شاملا للمغرب والمغاربة بجميع أطيافهم، ولا فرق بين الرياضة والسياسة، وفق ما يرى الكثير من المتتبعين.
وتلقت الجزائر في الأيام الأخيرة انتقادات كبيرة من طرف العديد من الشخصيات الإعلامية والمتتبعين العرب، بشأن قرار عدم فتح الأجواء أمام طائرة المنتخب المغربي للمشاركة في “الشان”، معتبرين أنه في حالة عدم فتح الأجواء، فإن هذا يُعتبر إقحاما صريحا للسياسة في الرياضة، وهو سلوك غير مقبول على المستوى الدولي، وخاصة في العلاقات بين البلدان العربية.