24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
انهيار الجزائر على أيادي الكولون الجدد!؟
ما كتبه السفير الفرنسي السابق في صحيفة “لوفيڤارو” عين الحقيقة المرة، فيما يخص العلاقات الجزائرية الفرنسية ، وهو قول أخطر من الذي قاله الرئيس الفرنسي ماكرون، قبل سنتين، وأدى إلى استدعاء السفير الجزائري من باريس!
السفير الفرنسي السابق، قال بلغة صريحة أن طبيعة العلاقات الجزائرية الفرنسية، لا تزال مثلما كانت قبل 60 سنة، وتدل على أن البلدين هما بلد واحد، وإن الحكام الحاليين في الجزائر، لا يختلفون في الجوهر عن “الكولون”، الذين كانوا يحكمون الجزائر سنة 1958! وقال إن حكام الجزائر يضعون فرنسا والجزائر في خطر الانهيار، تماما مثلما انهارت الجمهورية الرابعة بسبب ما عُرف بالأزمة الجزائرية،وكان أكبر المتسببين فيها هم الكولون سنة 1958! وقال إن حكام الجزائر اليوم يضعون الجمهورية الخامسة في حالة السقوط أيضا، لأن سعادة السفير، فرق بين “الكولون” الذين يحكموننا اليوم، والذين كانوا يحكمون بالأمس!؟
هذا الكلام الدقيق والصريح للفرنسيين، هو الذي يفسر لنا المفارقة السياسية التي أرهقت عقولنا لمدة سنوات، وهي وجود أزمة سياسية بين البلدين، يُقابلها صداقة مفرطة بين الرئيسين، والحكومتين! والحمد لله كشف لنا سعادة السفير سِّر هذه المفارقة العجيبة، وهو أن الأمر يتعلق بوجود دولة واحدة برئيسين، وشعبين، وجمهوريتين، إذا سقطت أحداهما سقطت الأخرى معها! وهذا ما يؤكد اتفاق النظامين، والرئيسين على رأس الشعب الجزائري، والشعب الفرنسي! وإن سياسة العداء المندلعة من الفينة والأخرى، ما هي إلا تمثيل مسرحي، تتطلبه مستلزمات الهف السياسي للرأي العام في البلدين!