24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
“إدريس فرحان”.. حكاية نصاب ارتمى في حجر أعداء الوطن
في كل مرة يرفرف العلم المغربي خفاقا وتحقق دبلوماسية المملكة مكتسبات مكينة، تزج المخابرات الجزائرية ببيدق لها على الرقعة مثل “إدريس فرحان”، الذي رأى أعداء الوطن أنه آن أوان اللعب به على الأرض، لعله يغطي على الانتصارات المغربية التي تعمي عيونهم.
ومثل خفاش منبوذ من الوحيش والطير على حد السواء، تسلل إلينا “إدريس فرحان” عبر العالم الافتراضي، بعدما رمى نفسه على حجر أعداء الوطن، ووهب نفسه إليهم، يطلق لسانه بما يلقنونه ويهرطق بما لا يفقه، ويقضي ما يأمرونه بمهاجمة مؤسسات الدولة والرموز المغربية التي تقض مضاجع العجائز الماسكين بالحكم في جارة السوء.
لقد قرر “إدريس فرحان” أو لنسمه مثلما يصدق عليه قولا وفعلا “الفصل 540 يمشي على رجليه”، (قرر) الشذوذ عن الإجماع الوطني، والتوغل كثيرا في النذالة عبر تصريف أطروحة الجزائر الرامية لتمزيق الوطن بحثا عن منفذ لها نحو الأطلسي، وحسبه في ذلك أن يخطف صفة “معارض” يريد استغلالها ورفعها متى ضاق عليه الحال وأزفت نهايته تقديمه للحساب.
وليس “إدريس فرحان”، الذي طرأ فجأة في 1965 بمدينة فاس، وظل نسيا منسيا غير “حراك” قرر بعدما تقطعت به السبل واستنفد ألاعيب الصبا، الهجرة بشكل غير شرعي نحو إيطاليا، وهو أمر لا يؤاخذ عليه، وقد قام به الكثير من الرجال قبله وبعده، لكن أن يلجأ إلى أقصر الطرق للتربح والارتكاز على النصب والاحتيال للاقتيات، فإن في ذلك ما يعيبه ويشينه ويحيل على معدنه الصديء.
وإذ وجد “الفصل 540 يمشي على رجليه”، نفسه مهيض الجناح بلا حرفة غير اللسان السليط في إيطاليا حيث تقاذفته الأيام ولهت به صروف الزمن، وبعد سنين طويلة وهو يعتاش على عائدات زوجته التي ظلت تخدم لأجل سد جوعه ورمقه، ارتأى أن يستخدم نصبه على حواليه ومواطنيه حتى لم يسلم منه أي من معارفه مثل أي مجذوم موبوء.
جذام “إدريس فرحان” طال كل من اقترب منه، وكل المؤسسات التي حاذاها مثل “المركز الإسلامي” في مدينة “بريتشيا”، الذي ترأسه وطرد منه شر طردة بعدما سطا وسرق من الأموال والهبات التي تقدمها الجالية المغربية هناك، واستساغ لنفسه أن يضمن لنفسه 200 ألف أورو، من هذه الأموال حراما.
ولم تتوقف حيل هذا النصاب عند هذا الحد، فكما أنه احتال على من عرفوه ونبذوه بعد ذلك، قرر أن يصبح وبقدرة قادر “صحفيا”، في تجل جديد للعبة القذرة التي اختار أن يلاعب بها ضحاياه، لينشيء موقعا إلكترونيا، سخره فضاء يهاجم فيه من يختارهم من ضحاياه بعناية، حتى يبتزهم ويرضي نرجسيته المقيتة منهم، وذاك ما تشهد عليه سجلات العدالة الإيطالية في مدينة “بريتشيا”.
لكن ماذا فعل، “إدريس فرحان” بعدما حوكم بالابتزاز وظهر أنه يسخر موقعه الإلكتروني لغاياته الدنيئة؟
لقد وجد في العالم الافتراضي فضاء رحبا، غازل من خلاله أعداء المغرب، بعدما استشعر دنو نهاية هروبه ومناوراته، وليعلن ولاءه لهم، حتى يساعدوه في غايته الخبيثة لارتداء لبوس “المعارض” والدفع بهكذا صفة حتى يظل بعيدا عن قبضة العدالة المغربية متى طالته.
إنه مشوار حافل بالنصب والاحتيال والمراوغات من لدن مارق منعدم الضمير، ينتحل لنفسه كل التبريرات لينصب نفسه في مواجهة مؤسسات ورجالات وطن هرب منه في 1989، وتنكر له مثلما يتنكر الخونة المتجذر في نفوسهم الخبث والخبائث، وهو بذلك يسير على منوال من سبقوه إلى وادي الكلاب الذي يرعاه العسكر العجائز المرضى بالمغرب في جارة السوء.