24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
الجزائر ترد على عزلتها الدولية باحتضان العصابات واستفزاز المغرب
خطوة استفزازية جديدة من الجارة الجزائر، فبعد حصدها للفشل في ملف الصحراء، عادت لتبحث عن طريقة جديدة للرد على العزلة الدولية وعلى التحركات المغربية التي أثبتت أن المغرب أضحى رقما صعبا إقليميا ودوليا، وهو ما جعلها تلجأ لـ”عصابات وجماعات انفصالية” عوض السير على خطى المغرب وربط علاقات مع الدول.
وبطريقة “سينمائية مفضوحة”، تم الإعلان عن إنشاء مكتب تمثيلية ما سمي بـ“جمهورية الريف” لـ”نشطاء انفصاليين” بالجزائر في مقطع فيديو مصور، احتفت به ماكينات الدعاية الجزائرية، وهو ما يثبت أن النظام الحاكم في الجزائر يهدف من خلاله للرد على اليد الممدودة المغربية.
هذه الخطوة الجزائرية تأتي في الوقت الذي تحاول فيه المملكة المغربية أن تؤسس وتبني وتنخرط في التحولات الجيوسياسية الجديدة، بمنطق الفرص وبمنطق اقتصادي وتعتمد في ذلك على فاعلين دوليين، “فهي تخاطب دول، خاطبت مالي وبوركينا فاسو والنجير وتشاد”.
النظام الجزائري وبهذه التصرفات الطائشة يعكس منحى وتوجه الأنظمة التي تعمل بأسلوب العصابات عوض أن تعمل وتشتغل للوصول إلى أرضيات مشتركة لحماية المصالح المشتركة، فهي تعمل على الاستنجاد بحركات أو بتوجهات سياسية لا قيمة لها سوى أنها ترفع شعارات المعارضة هنا وهناك”.
هذا الاستقطاب أو الاستقبال أو الاحتضان الذي تقوم به الجزائر لهذه المجموعة من الأشخاص “يعكس تخبط النظام الجزائري العسكري وبفضح ادعاأته التي يتشدق ويتغنى بها، والتي يزعم فيها أنه نظام مع الشرعية الدولية.. ولكن يظهر من خلال هذه الخطوات المتكررة بأنه نظام لا يعير أي اهتمام لا للشرعية الدولية ولا لاحترام سيادة الدول ولا للتأسيس ولا للبناء، فقط هو نظام أسلوبه هو الاستفزاز والابتزاز”.
استفزازات الجزائر والتي أصبحت “روتينية، سيكون بشكل عقلاني واستراتيجي وليس بشكل عاطفي مؤسس على ردود الأفعال”، مؤكدا أن الدبلوماسية المغربية “متزنة وتعي أن هذا النوع من التصرفات لن يزيد النظام الجزائري إلا عزلة، لكنها في الوقت نفسه لن تجعل هذه الخطورة تمر دون أن يتحمل (النظام الجزائري) مسؤولياته الأخلاقية والسياسية”.
احتضان الجزائر لانفصاليين مناورة بائسة من النظام الجزائري، معتبرا أن الأخير عودنا على التمادي في الجهل وتكرار نفس الأخطاء والتوهم بأن أطروحة التفرقة والتجزئة ستكون لها نتيجة.