24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
“اليونسكو” تنادي بإبراز العالمات المغاربيات
أطلق مكتب “اليونسكو” الإقليمي للمغرب العربي دعوة لتنظيم فعاليات لجمع لمحات ملهمة عن العالمات في بلدان المنطقة (الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس)، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة الذي يُصادف 8 مارس من كل عام.
وذكر بلاغ للمكتب، توصلت به هسبريس، أن هذا الإجراء والنهج المبتكر، الذي يحمل عنوان “أبرز العالمات في المغرب العربي”، يهدف إلى تسليط الضوء على مساهمات هؤلاء العالمات الاستثنائية وضمان تمثيل أفضل للمرأة في الأنشطة المتعلقة بالعلوم في المنطقة، وتوفير قاعدة بيانات عامة تقدم العالمات المعترف بهن في مجالهن، وبالتالي تعزيز تمثيلهن في المنشورات والأحداث العلمية وتعزيز دورهن كنماذج للأجيال المقبلة.
في هذا السياق، قال إريك فالت، مدير مكتب اليونسكو للمغرب العربي، إنه “على الرغم من أننا في القرن الحادي والعشرين، فمن منا لم يشعر بقليل من اليأس للحضور أو المشاركة في الأحداث التي لا يشارك فيها سوى الرجال بين المتحدثين والمتحدثين الرئيسيين؛ في حين تعهدنا، منذ ثلاثين عاما وأكثر، على أن الأمور يجب أن تسير على ما يرام نحو التغيير”.
وأبرز بلاغ مكتب “اليونسكو” المغاربي أنه على الرغم من التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين، فإن المرأة لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا إلى حد كبير في العديد من المجالات المهنية، وخاصة في مجال العلوم، مشيرا إلى أن هذا التفاوت لا يؤثر على تنوع وجهات النظر فحسب، بل يهدد أيضا فعالية البحث العلمي وأهميته.
ووفقا لأحدث إحصائيات “اليونسكو”، فإن امرأة واحدة فقط من بين كل ثلاثة باحثين في العالم؛ الأمر الذي وصفه البلاغ بـ”المثير للدهشة عندما نأخذ في الاعتبار النسبة العالية جدا للنساء اللاتي يحصلن على شهادات جامعية علمية”، مشيرا إلى أن النساء حصلن، حتى الآن، على 4 في المائة فقط من جوائز نوبل العلمية.
وأشار في السياق ذاته إلى تقرير “اليونسكو” لعام 2018 حول مشاركة المرأة في الدراسات والمهن العلمية، حيث تكشف البيانات الخاصة بالمغرب العربي عن نقص كبير في تمثيل المرأة في المجال العلمي. ففي المغرب مثلا، رغم أن النساء يشكلن 46 في المائة من طلبة العلوم، فإن نسبة تواجدهن في مجال البحث العلمي لا تتجاوز 29 في المائة، خاصة في المجالات الرئيسية مثل الفيزياء والهندسة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضح أن الأرقام مماثلة في الجزائر، حيث تمثل النساء ما يقرب من نصف طلاب العلوم؛ ولكن يشكلن حوالي 28 في المائة فقط من الباحثين العلميين. وفي تونس، 45 في المائة من طلاب العلوم هم من النساء ولكن يشكلن 31 في المائة فقط من الباحثين العلميين.
وأرجع “اليونسكو” نقص تمثيل نساء شمال إفريقيا في الدراسات والمهن العلمية إلى سلسلة من التحديات المعقدة؛ إذ إنه بالإضافة إلى الصور النمطية المتعلقة بالجنسين، تواجه النساء حواجز اجتماعية واقتصادية تحد من وصولهن وتقدمهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما تؤثر التوقعات الاجتماعية والضغوط الثقافية على الخيارات التعليمية للفتيات منذ سن مبكرة، مما يحد في كثير من الأحيان من تطلعاتهن المهنية في المجالات العلمية.
واعتبر مكتب “اليونسكو” الإقليمي للمغرب العربي أن تعزيز مشاركة المرأة في العلوم “هو أكثر بكثير من مجرد مسألة عدالة اجتماعية؛ إنها ضرورة لضمان مستقبل علمي عادل ومبتكر ومزدهر للجميع”.
وشدد على ضرورة تحديد هذه العوائق ومعالجتها بطريقة منهجية وشاملة، وإنشاء مساحات يتم فيها تمثيل المرأة بشكل عادل وتقدير مساهماتها الاستثنائية وتعزيز تطوير العلوم لصالح البشرية.