وزير خارجية تونس الأسبق: الفضاء المغاربي خماسي .. والجزائر تُريد توريط سعيّد
تفاعلا مع الاجتماع المغاربي الثلاثي، المرتقب اليوم الاثنين في تونس، الذي دعا إليه الرئيس التونسي، قيس سعيّد كلا من نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، قال أحمد أونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، إن “المفترض أن يتناول هذا اللقاء قضايا مشتركة جغرافيا ما بين هذه الدول الثلاث المتعلقة أساسا بملف الهجرة من جنوب إلى شمال المتوسط، وتداعيات الأزمة الليبية على الاقتصاد التونسي، خاصة في مناطق جنوب البلاد التي تعاني من تبعات استمرار حالة التطاحن السياسي في ليبيا”.
وأضاف أونيس، أن “هذين الملفين هما اللذين سيؤطران هذا الاجتماع، وليس مسألة التكتل المغاربي الثلاثي، لأن تصور أي محور ثلاثي في الفضاء المغاربي دون حضور جميع الدول الخمس المعنية، هو تصور خاسر، وهناك إجماع لدى الرأي العام والنخبة التونسية حول هذه المسألة، والشيء نفسه في موريتانيا”، موضحا أن “المجلس الرئاسي الليبي عبر عن موقفه بهذا الصدد، ذلك أن أي بناء مغاربي على غير القاعدة الخماسية لا يمكن أن ينجح أبدا أو أن يستمر، ومصيره الفشل، بل ويُناقض إرادة الشعوب المغاربية نفسها”.
وفي مقابل توضيح كل من موريتانيا وليبيا موقفيها بشأن المبادرة الجزائرية لتأسيس كيان بديل لاتحاد المغرب الكبير، انتقد المتحدث ذاته “صمت السلطات التونسية التي لم تخرج بأي بيان لتوضيح أهداف وجدول أعمال هذا الاجتماع”، مسجلا أن “هذا الاجتماع قد لا يخلو من محاولات لتوسيع محاوره الأساسية أو تقديم بعد الإغراأت في هذا الصدد، إلا أن الحديث عن أي شيء هيكلي يخص الفضاء المغاربي دون احترام القاعدة المكونة لهذا الفضاء، لا يمكن أن يكون ولا أن يدوم”.
حول تأثير هذا الصمت التونسي على مسار العلاقات المغربية التونسية التي تعيش فترة جمود منذ استقبال زعيم الانفصاليين في تونس في غشت من العام 2022، سجل الوزير التونسي الأسبق أن “هذا الأمر زاد الطين بلة. وفي تقييمنا، فإن السلطات التونسية كان يجب عليها أن تُبادر لإصلاح ذات البين مع المغرب باعتبار أن الغلط الذي تسبب في تأزيم هذه العلاقات كان صادرا من الدولة التونسية”، مشددا على أن “غياب أي مبادرة من هذا النوع يُترجم ضعف السلطة التونسية، ونحن غير راضين تماما عن تصرفاتها في هذا الشأن”.
وبخصوص محاولة الجزائر استغلال حالة الجمود الدبلوماسي هذه من أجل دفع العلاقات بين الرباط وتونس إلى مزيد من التأزيم وتوريط بلاده في مستنقع عدائها للمغرب، أورد أونيس أن “الجزائر تُحاول توريط الدولة التونسية بهكذا مبادرات ولم تتخل هذه الدولة يوما عن استراتيجية إقصاء المملكة المغربية، ونحن في تونس واعون بطبيعة هذه المساعي ونرفض أن نصبح جزأ من استراتيجية الهيمنة العميقة التي تتبناها القيادات العسكرية في الجزائر”.
وخلص المسؤول التونسي الأسبق إلى أن “أمن الدولة التونسية لا يمكن أن يتحقق إلا بالاعتماد على قدرات المملكة المغربية من أجل تحقيق التوازن ومواجهة هذه المساعي الجزائرية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “حالة الأزمة التي تعيشها تونس منذ أكثر من سنتين، يمكن أن تستدعي استفادة الحكومة من بعض المساعدات الجزائرية، لكن أن يصبح هذا الأمر هيكليا أو نقع في هذا الفخ وفي هذه الحسابات، فهذا أمر مرفوض ونحن يقظون تجاهه”.