24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
خبير: الجزائر تسعى لتحييد المغرب عن فضائه الإقليمي.. وليبيا قاومت ترهات نظام العسكر
تستمر الجزائر في خوض مناوراتها “المعادية” لمصالح المملكة المغرب، ولعل آخرها محاولة إقناع مختلف الدول المغاربية بتشكيل اتحاد مغاربي يستثني المملكة، في خطوة اعتبرها البعض تهدف إلى عزل المغرب.
إلا أن خطط قصر المرادية تسير نحو الفشل، حيث لم تستجب موريتانيا لهذه الدعوات، في حين أكد وزير خارجية الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان، عبدالهادي الحويج، على موقف ليبيا قائلا: “نتمسك باتحاد المغرب العربي ومؤسساته، وبتفعيل الاتحاد الذي بدأه الآباء المؤسسون في 1958”.
خطوة تؤكد ثبات مختلف الدول المغاربية على موقفها الرافض لتشكيل اتحاد دون المملكة المغربية، خاصة وأن الأخيرة تتميز بقوة اقتصادية وأمنية ووزن سياسي مهم جدا.
تعليقا حول هذا الموضوع، وأهمية الموقف الليبي المعبر عنه، أوضح خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن موقف وزير خارجية الحكومة الليبية بشأن المغرب العربي يأتي في سياق تحركات النظام الجزائري لتشكيل تكتل مغاربي إقصائي وظرفي من أجل محاولة تحييد المغرب عن فضائه الإقليمي ومنطقته الجيوسياسية.
واعتبر المتحدث أن “الرد الليبي على النظام العسكري الجزائري يجسد مقاومة صوت الحكمة الليبية ضد ترهات العسكر الجزائري الذي يحاول تشتيت المنطقة وإدخالها في فوضى لإضفاء الشرعية على بقائه في السلطة الجزائرية ضد رغبة الرأي العام الجزائري وتنفيذا لأجندات خارجية لا تريد إصلاحا وتقدما وتطورا للشعوب المغربية وسكان شمال إفريقيا”.
وتابع: “الموقف الليبي يترجم الوعي السياسي لدى المسؤولين الليبيين الذين يستوعبون تاريخ وجغرافية فضائها الاستراتيجي، ويقاومون التكتيك السياسي للنظام الجزائري الذي يحاول العبث بليبيا والليبيين بمحاولته إقحامها في رؤيته الهدامة والقاتلة لمكونات الوحدة المغاربية والوجود الاجتماعي لشعوب شمال إفريقيا”.
وأوضح معتضد في تصريح لـ”العمق”، أنه رغم الوضع السياسي الهش الذي تعيشه القيادات الليبية والهشاشة السياسية التي يعيشها الشعب والمؤسسات الليبية، إلا أن عدم المجازفة بالمستقبل السياسي للبلد والإنخراط المسؤول للقيادات الليبية في بناء فضاء مغاربي يحترم قيم التاريخ ومبادئ الجغرافيا، دفع وزير خارجية الحكومة الليبية المنبثقة من البرلمان إلى التأكيد على الإطار السياسي بخصوص موقف ليبيا من أي تكتل مغاربي في المنطقة.
وشدد على أن “المناورات الجزائرية في المنطقة كانت منذ افتعال الأطروحة الوهمية للبوليساريو وتصاعدت بعد اكتشاف المنتظم الدولي للخبث السياسي للنظام الجزائري وعلاقاته بهذا النزاع المفتعل، خاصة بعد تشخيص تقارير إعلامية وبحثية وأكاديمية على علاقة النظام الجزائري بأطراف خارجية تحاول تنفيذ أجندات معينة بالنيابة في منطقة شمال إفريقيا عن طريق عناصر العسكر الجزائري و نظامه السياسي”.
وأكد المحلل أن “أرصدة القرار السياسي الجزائري تراجع في بورصة السياسة القارية والدولية، خاصة بعد إرتفاع عدد الدول الداعمين للتوجه المغربي السيادي، ورغبة المنتظم الدولي لطي ملف هذا النزاع الإقليمي المفتعل والذي استثمرت فيه الجزائر الملايير من ميزانيتها على حساب تطلعات الشعب الجزائري وحاجياته، ما يدفع قيادة النظام الجزائري لمحاولة تنفيذ فوضى جديدة في المنطقة من أجل استنزافها سياسيا وفرض سياسة الأرض المحروقة قبيل الانهيار السياسي”.
وإجابة عن سؤال هل يمكن تشكيل اتحاد مغاربي دون المغرب، قال معتضد: “يمكن لبعض الدول المغاربية تشكيل إتحاد من دون المغرب، لكن هذا الإتحاد سيبقى حبيس الترويج الإعلامي والإستهلاك السياسي والتدبير الظرفي، لأنه لا يمكن تصور نجاح أي تكتل مغاربي من المنظور الإقتصادي والسياسي والأمني من دون البعد المغربي في المنطقة”.
وفي ختام تصريحه، أوضح خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن تاريخ المغرب السياسي وموقعه الجغرافي بالإضافة إلى مؤشراته الاقتصادية والأمنية على جدول التصنيف القاري والدولي، وهي عوامل تصنع من منصة الرباط السياسية رقما، ليس فقط ضروريًا، ولكن حتميا، في معادلة أي تجمع سياسي أو تكتل إستراتيجي في المنطقة سواء كان استراتيجيا أو تنظيميًا.