نظموا مظاهرات قطعت الشوارع وأضرمت النيران.. جزائريون بدون ماء في عيد الأضحى
تحول عيد الأضحى في ولاية تيارت، شمال الجزائر، إلى كابوس بسبب استمرار انقطاع المياه عن الولاية التي لا تبعد عن العاصمة سوى بـ280 كيلومترا، إذ خرج السكان للاحتجاجات يومي الأحد والاثنين الأخيرين بسبب نكث الرئيس عبد المجيد تبون بوعوده.
وفشلت السلطات الجزائرية في التعامل مع الوضع المزري الذي يعيشه السكان منذ 4 أسابيع على الأقل، وتزامنا مع عيد الأضحى خرجت مظاهرات إلى شوارع مدينة تيارت، عاصمة الولاية، والمدن المجاورة، قام خلالها المحتجون بقطع الطرق وإضرام النار في عجلات السيارات، مطالبين بتزويدهم بالماء.
ووثقت وسائل التواصل الاجتماعي خروج المئات من الجزائريين رافعين شعارات تنتقد النظام الحاكم في البلاد وتطالب بوقف الفساد الذي أدى إلى حرمان السكان من حقهم في المياه، ووفق منصات جزائرية فإن تلك المظاهرات شهدتها من تيارة وفرندة وبوشقيف.
وقال محتجون إنهم يتلقون وعود كاذبة منذ شهر ماي الماضي، متحدثين عن مسؤولية الحكومة والسلطات المحلية، كما قاموا بمحاصرة والي المنطقة الذي يتهمونه بعدم التجاوب مع مطالبهم، في الوقت الذي تتعامل فيه السلطات مع هذا الأمر بتكتم شديد.
ورغم ذلك فإن ما يجري تعدى حدود الجزائر والمنطقة المغاربية عموما، إذ يوم أمس تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية AFP عن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، موردة أنه جرى قطع الطرق بواسطة حواجز أقامها مواطنون غاضبون، دون أن تتناول أي وسيلة إعلام عامة أو خاصة هذا الموضوع.
هذا الأمر أكدته أيضا صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية التي، قالت إن الأمر يتعلق باحتجاجات غير متوقعة تزامنت مع بداية الحملة الانتخابية للاستحقاقات الرئاسية المبكرة المقررة يوم 7 شتنبر المقبل، مبرزة أيضا أن الإجراءات التي دعا ليها تبون من أجل حل الأزمة في 48 ساعة لم تُؤد إلى أي نتيجة.
وكان كل من وزير الري طه دربال، ووزير الداخلية والجماعات المحلية إبراهيم مراد، قد زارا المنطقة مع بداية يونيو الجاري، متعهدين بحل الأزمة عن طريق اللجوء إلى وسائل مؤقتة إلى حين إيجاد حل نهائي، في محاولة لخفض فورة غضب السكان.
ولجأت الحكومة إلى بعث شاحنات صهريجية معبأة بالمياه إلى المناطق المتضررة، لكن هذا الإجراء لم يفِ بالغرض، بل إن مُحتجين تحدثوا أيضا عن مظاهر زبونية ومحسوبية وإرشاء من أجل ضمان الاستفادة من بعض الكميات، متحدثين أيضا عن بيع الماء إلى السكان.