24 ساعة

  • تحت الاضواء الكاشفة

    orientplus

    لماذا يتخوف النظام الجزائري من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والإمارات؟

    أراء وكتاب

    بنطلحة يكتب: المغرب واستراتيجية ردع الخصوم

    فلنُشهد الدنيا أنا هنا نحيا

    الحلف الإيراني الجزائري وتهديده لأمن المنطقة

    بانوراما

    الرئيسية | اخبار عامة | وكالة “ميناس” الاستشارية: ماكرون ضغط حتى آخر لحظة لضمان دعوة تبّون لقمة السبع

    وكالة “ميناس” الاستشارية: ماكرون ضغط حتى آخر لحظة لضمان دعوة تبّون لقمة السبع

    ماتزال مسألة الدعوة التي تلقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، لحضور قمة مجموعة السبع في إيطاليا يومي 13 و14 يونيو، تسيل الكثير من الحبر، سيّما وأنها وُجّهت إلى قصر المرادية في “آخر لحظة” وفق ما كشفته مصادر ، أكدت أن السبب الحقيقي لهذه الدعوة كان هو مناقشة الانتخابات التشريعية الفرنسية وانعكاساتها على الجزائر وعلى ملف الصحراء المغربية.

    ولا يختلف اثنان، أن دعوة الرئيس الجزائري لحضور قمة مجموعة السبع كانت واحدة من أكبر المفاجآت التي استغربها الإعلام الغربي ومراقبون جيوسياسيون، خصوصا بعد مغالاة هذا الأخير في الترحيب عن طريق التقبيل ومعانقة نظيره الفرنسي بحديقة مقر إقامته بحميمية، قبل أن يسيرا يدا بيد وهما يتبادلان ابتسامات غير مفهومة حتى وصلا إلى قاعة الاجتماعات، حيث أجريا محادثات ثنائية، لم يُفصح عن فحواها حتى الآن.

    وبدا لافتا أيضا، كيف انخرطت وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من دوائر الحكم في البلد، في الانغماس في طقوس من المبالغة والدعاية التي بلغت حد تهنئة الذات بهذا اللقاء وهذه الدعوة التي وجّهت لرئيس الدولة لحضور القمة المذكور، فيما لم تنجح منابر غربية، وخبراء سياسيون في فهم أسباب تخصيص دعوة للرئيس الجزائري، وشرعوا بعد عودة تبون لبلاده في البحث وتحليل ما يكمن أن تُخفي هذه الدعوة وراءها فضلا عن تداعياتها على كل من الرئاسة والجزائر.

    ومن بين هؤلاء، وكالة “ميناس” الاستشارية في شؤون المخاطر الاستراتيجية والجيوالسياسية، التي أشارت في تقريرها المفصل حول القّمة الذي اطلعت عليه “الصحيفة”، إلى أن رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، لم تكن في حاجة إلى عذر يذكر لدعوة تبون للقمة، إذ تتمتع إيطاليا بعلاقات جيدة للغاية مع الجزائر بسبب صادراتها من الغاز والتطورات التجارية الثنائية المتزايدة.

    ومع ذلك، أكدت “ميناس” نقلا عن مصادرها أنه وعلى الرغم من عدم اعتراف كل من فرنسا أو الجزائر بهذا، إلا أن الضغط لتوجيه هذه الدعوة “المفاجئة” التي توصل بها قصر المرادية في آخر لحظة، مارسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في 9 يونيو.

    وشهدت هذه الانتخابات، انتصارًا كبيرًا لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف فيما قرر ماكرون وبشكل مفاجئ أيضا لاحقا، حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 30 يونيو و7 يوليوز، من المرجح أن يكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الفرنسية الجزائرية والسنوات الثلاث المتبقية من جلوسه على كرسي الرئاسة.

    وأشار خبراء “ميناس”، إلى أنه وفي وقت التقى تبون بنظيره الفرنسي ماكرون، وبينما تم نشر ذلك والتعليق عليه والتفاخر به من قبل وسائل الإعلام الجزائرية، لم ينشر الإليزيه على الفور أي صورة أو تعليق بل ولم يناقش أي مصدر فرنسي رسمي أو ينشر أي شيء عن اللقاء بينهما على غير العادة.

    وفي النهاية صدر عن الإليزيه، “بيان الدخان والمرايا” وفق توصيف خبراء “ميناس”، ممن شدّدوا على أنه لم ينجح في خداع أحد وتصديقه، لافتين إلى أن السبب الحقيقي لهذا اللقاء الذي جمع الرئيسين كان هو مناقشة الانتخابات التشريعية الفرنسية وانعكاساتها على الجزائر، وعلى ملف الصحراء المغربية أيضا.

    ودعّم تقرير “ميناس”، بالقول إنه وفي حالة فاز حزب التجمع الوطني اليميني، كما هو متوقع سيقوم بالسيطرة على الحكومة، وبالتالي فسوف تكون لهذا الوضع الجديد عواقب وخيمة، إذ أن هذه الكتلة معروفة بعدائها للجزائر، ما قد يؤثر على زيارة الدولة التي من المفترض أن يقوم بها تبون إلى باريس شتنبر المقبل، وهو ما من شأنه أيضا أن يؤثر بشكل دائم على العلاقات الثنائية المعقدة والصعبة بالفعل بين البلدين.

    ووفق خبراء “ميناس”، فإن هذا الوضع ليس المتغير الوحيد، إذ من المحتمل أن اليمين المتطرف سيعترف بمغربية الصحراء، ويقترب أكثر من الرباط كما ينوي أيضًا إلغاء المعاهدة الفرنسية الجزائرية الرئيسية لعام 1968 والتي أنشأت وضعًا خاصًا للمواطنين الجزائريين من حيث الحركة والإقامة والعمل في فرنسا.

    علاوة على ذلك، من المرجح أن يعاني الجزائريون ومزدوجي الجنسية من تحيزات أخرى ضدهم، وهي جميعها أسباب وفق “ميناء” جعلت تبون يرغب في الحصول على تطمينات من ماكرون شخصيا بشأن التأثيرات المحتملة على العلاقات الثنائية والعواقب على الجالية الجزائرية التي تعد أكبر جالية أجنبية في فرنسا.

    من جهة ثانية، يدرك ماكرون جيدًا الثقل الانتخابي للجزائريين في الشتات، بيد أنه ووفق مصادر استخباراتية لـ “ميناس”، يحث تبون على استخدام نفوذ النظام لتشجيع هؤلاء الجزائريين المغتربين على استخدام أصواتهم تكتيكيًا لإبعاد اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة.

    ووفق المصادر ذاتها، تحاول الحكومة الجزائرية حشد شبكاتها في فرنسا لمساعدة ماكرون الذي يوصف بأنه “صديق الجزائر”، لافتة إلى أن المسجد الكبير في باريس الذي يسيطر عليه ويموله الجزائريون، أطلق نداء إلى الناخبين المسلمين في فرنسا لمنع النجاح المحتمل لليمين المتطرف.

    يذكر أن عبد المجيد تبون، كان قد اتفق مع ماكرون في مارس الماضي على زيارة باريس أواخر شتنبر المقبل، بعد أن سبق وتأجلت عدة مرات جراء خلافات بشأن “ملف الذاكرة” المرتبط بالاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، والذي يُشكل تحديا كبيرا لعلاقات البلدين، إذ تطالب الجزائر فرنسا باعتراف رسمي بـ”الجرائم” التي ارتكبتها أثناء استعمار بلادها، وإعادة الأرشيف الجزائري وممتلكات أخرى نهبتها خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى جماجم لمقاومين جزائريين تحتفظ بها.

    في المقابل، ترفض فرنسا الاعتذار بشكل صريح عن “جرائمها” خلال استعمار الجزائر، وتتحجج بقيود قانونية لمنع إعادة بعض ما نهبته من الجزائر.


    الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة وطنية | orientplus.net

    تعليقات الزوّار

    أترك تعليق

    من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.