24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
ميناء الناظور يعد بتنشيط حركة الملاحة وتخفيف الضغط على غرب المتوسط
من المرتقب أن يعمل ميناء الناظور غرب المتوسط الجديد، على تخفيف الازدحام في موانئ غرب المتوسط من خلال توفير طاقة شحن إضافية بمجرد تشغيله بحلول نهاية عام 2024.
وحسب تقرير حديث لمنصة “Fitch Solutions” فإن الميناء سيجذب شركات النقل البحري التي تبحث عن بدائل للموانئ المزدحمة، وتلك التي تأثرت بإعادة توجيه السفن بسبب أزمة البحر الأحمر.
وأوضحت المنصة، أن التحويلات المستمرة لحركة الملاحة البحرية بسبب الأوضاع الأمنية بالبحر الأحمر، قد رفعت من مخاطر الازدحام في موانئ غرب المتوسط خلال الفترة المتبقية من هذا العام، إذ أصبحت البضائع المتجهة إلى موانئ شرق المتوسط تعتمد بشكل متزايد على خدمات النقل البحري متعدد الوسائط، في مراكز غرب المتوسط.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن تجاوز العديد من السفن لقناة السويس واختيارها لطريق رأس الرجاء الصالح، أدى إلى ارتفاع الاعتماد على موانئ غرب المتوسط، وخدمات النقل المكوكية.
ووفقًا لنائب المدير العام لميناء طنجة المتوسط، من المتوقع أن تتجاوز طاقة الميناء الإسمية التي تبلغ 9 مليون حاوية نمطية (TEUs) هذا العام.
وتوقع التقرير حدوث تطور إيجابي على المدى المتوسط فيما يتعلق بحركة البضائع على مستوى ميناء طنجة المتوسط، مسجلا أنه وفق مجموعة ريبل، فإن ميناء طنجة المتوسط بالمغرب وصل إلى معدل استهلاك فعلي يبلغ 91%، بينما وصل أكبر ميناء إسباني في الجزيرة الخضراء إلى 82%، فيما برشلونة (66%) وفالنسيا (61%) لديها معدلات أكثر اعتدالا.
وعلى الرغم من أن موانئ الحاويات غرب المتوسط في المغرب وإسبانيا تدير حاليًا الازدحام الحاصل، فإن الأزمة طويلة الأمد في البحر الأحمر خلال النصف الثاني من عام 2024 وربما حتى عام 2025، ستزيد من الضغط على الطاقة الاستيعابية، ما يزيد من مخاطر الازدحام في موانئ الحاويات الرئيسية بغرب المتوسط، ويؤكد أن ميناء الناظور يعتبر من أهم الحلول المطروحة لتجاوز هذا الضغط الحاصل بالبحر الأبيض المتوسط.
ويقع ميناء الناظور غرب المتوسط، على بعد حوالي 300 كيلومتر غرب مضيق جبل طارق، وسيضم محطة حاويات بسعة 3 مليون حاوية نمطية (TEU)، كما ستوفر سعة إضافية ضرورية للغاية للمنطقة، مما يخفف الضغط على موانئ غرب المتوسط الأخرى.
كما أن إنشاء مركز للطاقة (يشمل معالجة وتعبئة وتخزين الهيدروكربونات ومشتقاتها)، وكذلك مناولة السلع السائبة مثل الفحم، يضع الميناء في موقع استراتيجي.
ومع اكتمال بنائه نهاية السنة الجارية، يضيف تقرير “Fitch Solutions”، من المتوقع أن تظهر شركات النقل البحري الكبرى التي تفتقر حاليًا إلى سعة محطة خاصة بها في المنطقة اهتمامًا كبيرًا بامتياز الميناء الجديد نظرًا لإمكانية عمله كمركز بديل وتخفيف الاضطرابات الناجمة عن الأزمة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن شركة “كوسكو” الصينية العملاقة التي يعتبر مركزها في شرق المتوسط في بيرايوس (اليونان) من أكثر المتضررين بسبب تحويلات السفن، وبالتالي من الممكن أن تكون من أكبر المهتمين بهذا الميناء الجديد.
يذكر أن المغرب أعلن في منتصف يونيو 2024 عن خططه لطرح مناقصة لبناء محطة للغاز الطبيعي المسال العائم (FLNG) في ميناء الناظور غرب المتوسط، حيث تهدف المملكة إلى إتمام التمويل المالي للمشروع بحلول عام 2025، مع بدء تشغيل المحطة في عام 2026، وستعمل محطة الغاز الطبيعي المسال العائم على ربط حقول الغاز المحلية بالميناء، حيث ستستورد 0.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا.