24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
بفضل معلومات وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.. الحرس الإسباني يفكك خلايا إرهابية في مدن اسبانية مختلفة
أسفرت عملية أمنية للحرس المدني الإسباني، وبناء على معطيات وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على تحديد هوية متورطين خضعوا لعمليات استقطاب وتطرف في مناطق مختلفة من التراب الإسباني، وتشبعوا بالفكر الجهادي المؤمن بالنشاط العنيف ضد مؤسسات ورموز الدولة، وعبروا عن ولائهم لتنظيم داعش الإرهابي، خلال يومي فاتح وثاني يوليوز الجاري. وهي العملية التي حيا الحرس الإسباني بعد نهايتها، الدور الحيوي والناجع لمديرية مراقبة التراب الوطني في استكمالها، في إطار التعاون الأمني الاستراتيجي والوثيق بين المغرب واسبانيا.
من مدريد إلى ملقة
وأقدم الحرس المدني الإسباني على القبض على ثمانية أشخاص أثناء مداهمة منازل متفرقة تتوزع على مدن مليلية ومدريد وملقة، خلال عملية نفذت، يوم 2 يوليوز، شارك فيها جهاز الاستخبارات التابع للحرس المدني، بتنسيق تام مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وتحت إشراف قاضي التحقيق المركزي والنيابة العامة بالمحكمة الوطنية، في بلديات مليلية وألكوبينداس وسان سيباستيان دي لوس رييس (مدريد) وملقة.
ففي إطار أعمال الكشف المبكر عن التهديدات المحتملة ذات الطابع الإرهابي ضد الأمن العام، فتح جهاز المخابرات التابع للحرس المدني سنة 2023 تحقيقا مع مجموعة من الشباب الذين يقطنون أساسا بمدينة مليلية المتمتعة بالحكم الذاتي. وتبين من خلال التحقيقات، أن المشتبه بهم استخداموا خدمة مجموعات الرسائل الخاصة، حيث قاموا بتبادل ونشر مواد دعائية لتلقين أطراف ثالثة العقيدة الإرهابية، والتحريض على ارتكاب أعمال عنف.
وخلص التحقيق وفق ما توفر فيه من أدلة، إلى أن المجموعة عملت على تنظيم وتكوين مجموعة تطورت مع مرور الوقت، سواء عبر الإنترنت أو بواسطة وسائل مباشرة أخرى، و كان أعضاؤها مشبعين بالأطروحات الأكثر تطرفا وعنفا للمنظمات الإرهابية الجهادية. التحقيقات ربطت أيضا كل هذه الأطروحات بالمواد الدعائية التي كانت تنتجها تنظيمات ارهابية عالمية كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
استقطات ممنهج
أظهرت تحقيقات الحرس المدني الإسباني، أن الاستقطاب التكفيري الذي انخرطت فيه هذه المجموعة عبر العالم الافتراضي، أوصلهم إلى ربط شبكة علاقات بأفراد آخرين ذوي تفكير مماثل في أجزاء أخرى من إسبانيا، مثل ملقة ومدريد. وقد تم تلقين هؤلاء الأشخاص عن طريق إرسال الدعاية الجهادية عبر منصات مختلفة، بالإضافة إلى تلقي النصائح والتعليمات حول أحكام القادة الجهاديين التي تضفي الشرعية على تنفيذ أعمال العنف.
وفي المرحلة الأخيرة من العملية، استوعب المحققون مسلمات الجهاد العنيفة التي نشرتها المجموعة في مجموعات التواصل الافتراضية. ولهذا السبب، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للاعتقال ومصادرة الأدلة، حيث تم اعتقال ثمانية أشخاص خلال عمليات البحث التي تم تنفيذها بطريقة منسقة ومتزامنة في مدريد وملقة ومليلية.
بانتهاء العملية، سلط الحرس الإسباني الضوء على التعاون الناجع والنوعي لمديرية مراقبة التراب الوطني للمملكة المغربية، والتي مكن دعمها المستمر والمتميز من المضي قدما في التحقيقات. وهذا يسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي بين أجهزة مكافحة الإرهاب لتكون قادرة على مواجهة هذا التهديد والتحدي الكبير المتمثل في توقع تحركات الإرهابيين.
وقد تم تقديم كل أفراد الشبكة المفككة أمس الخميس 4 يوليوز 2024 أمام المحكمة، وتم أقرار حبس خمسة منهم احتياطيا ومتابعتهم في حالة اعتقال.
معتقل آخر في برشلونة
وفي يوم الاثنين 1 يوليو، تم تنفيذ عملية منفصلة أخرى في كورنيلا (برشلونة) أقدم فيها الحرس الوطني الإسباني على اعتقال إرهابي آخر مشتبه به متخصص في إنشاء ونشر المحتوى الجهادي. وخلال التحقيق مع المشتبه به الموقوف في برشلونة، تبين أن الأخير استخدم وسائل التواصل الاجتماعي المشفرة ومنصات الرسائل الفورية للدفاع عن مبادئ مؤيدة لاستخدام العنف لأغراض إرهابية.
وخلصت التحقيقات مع المعني بالأمر، إلى تركز النشاط الإعلامي لهذا النزيل على تصميم محتوى الوسائط المتعددة الجهادية، باستخدام تطبيقات التحرير المتخصصة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من صغر سنه، فقد قدم نفسه للمتصل بهم ومحاوريه على نفس المنصات، كمقاتل إرهابي افتراضي معروف، وكان له تأثير كبير على الأفراد الذين سعى إلى تطرفهم. كما تم عرض هذا المعتقل على المحكمة في نفس الخميس 4 يوليو، وصدر أمر بحبسه احتياطيا.