وتكرس هذا التوجه بشكل جلي منذ إقرار الدستور الجديد لسنة 2011، الذي سطر مجموعة من الخيارات الإستراتيجية وجعلها التزاما راسخا للمملكة، منها خيار “توسيع وتنويع علاقات الصداقة والمبادلات الإنسانية والاقتصادية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية مع كل بلدان العالم”.
وتعد سويسرا واحدة من الدول الأوروبية خارج الاتحاد الأوروبي التي توجهت المملكة إلى تعزيز التعاون معها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، إذ عبر البلدان في أكثر من مناسبة عن رغبتهما في تسريع وتيرة هذا التعاون والارتقاء به إلى مراكز متقدمة، مع العمل على تطوير برامج مشتركة لتحقيق الأهداف التنموية الكبرى التي تروم الدولتان بلوغها.
في هذا الصدد قال غيوم شورير، سفير الكونفدرالية السويسرية المعتمد لدى المملكة المغربية، في تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية بمناسبة مرور ربع قرن على تولي الملك محمد السادس العرش، إن “سويسرا تتقدم بخالص تهانيها لصاحب الجلالة بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش، وإلى سائر أفراد العائلة الملكية، كما تتمنى مستقبلا زاهرا وسعيدا للمغرب وللمواطنين المغاربة”.
وأضاف ممثل السلك الدبلوماسي السويسري في المغرب أن “سويسرا تتطلع إلى علاقات ممتازة مع المملكة المغربية، وتسعى إلى تعميق وتطوير هذه العلاقات في قادم السنوات”، مسجلا أن بلاده مقتنعة بأن “تطور العلاقات بين البلدين مُقدر له أن يحدث، بالنظر إلى القيم الأساسية التي تتقاسمها سويسرا والمملكة المغربية”، ومشددا على أن “الالتزام المشترك للبلدين، باحترام القانون الدولي والمبادئ العالمية الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة، سيظل أفضل بوصلة لهما من أجل تحقيق عالم يسوده السلام والرخاء”.
جدير بالذكر أن سويسرا افتتحت الجمعة الماضي قنصلية فخرية لها بمدينة طنجة، حيث أكد السفير ذاته في كلمة له بهذه المناسبة على جودة العلاقات المغربية السويسرية، مشيرا إلى عزم بلاده افتتاح قنصليات فخرية أخرى في المغرب، ومشددا على أن “برن شريك مهم للرباط على المستويين الاقتصادي والدبلوماسي، وأيضا على المستوى الاقتصادي”.
وأورد الدبلوماسي ذاته أن بلاده تصنف من ضمن أفضل 10 دول مستثمرة في المغرب، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين نمت بشكل كبير سنة 2022 لتسجل 8.6 مليارات درهم، أي بنسبة نمو قاربت 19 في المائة مقارنة بالسنة التي قبلها.