24 ساعة
تحت الاضواء الكاشفة
أراء وكتاب
بانوراما
سفير باريس: شراكة المغرب وفرنسا استثنائية .. والدبلوماسية الملكية رائدة
أكد كريستوف لوكورتييه، السفير الفرنسي بالرباط، أن “المغرب أثبت، خلال عهد الملك محمد السادس، نفسه بشكل متزايد داخل محيطه الإقليمي، كعنصر فاعل في الاستقرار والتنمية”.
وتحتفل المملكة المغربية بالذكرى الـ25 لعيد العرش. وبالمناسبة، عدّد سفراء العديد من الدول بالرباط الأدوار الإستراتيجية التي يلعبها الملك محمد السادس في تعزيز علاقات المملكة مع بلدانهم، والمكانة العالية التي حظيت بها دوليا خلال ربع قرن من توليه العرش.
وقال لوكورتييه ، بمناسبة احتفال الشعب المغربي بالذكرى الـ25 لعيد العرش، إن “إحساس جلالة الملك بالمسؤولية دفع المغرب إلى عدم إهمال أي شيء من أجل تعزيز حوار دائم وبناء مع الاتحاد الأوروبي، رغم الصعوبات التي يواجهها الاتحاد من أجل المتوسط. وفي الوقت نفسه، عزّز المغرب دعوته الإفريقية، لا سيما من خلال المبادرة الأطلسية والتعريف الواضح لديناميات التكامل؛ مما أدى إلى وضع الأسس لما يمكن أن يكون، بمساعدة الجميع، تحقيقا لمشروع كبير للتواصل من إفريقيا إلى إفريقيا، ومن إفريقيا إلى أوروبا”.
وتابع سفير باريس بالرباط: “منذ وصولي إلى المملكة، أذهلتني، أيضًا، قدرة الدبلوماسية المغربية على تأكيد نفسها كلاعب عالمي ورائد في العديد من المواضيع، سواء الأمن الغذائي أو الذكاء الاصطناعي أو حل الأزمات الإقليمية. إن العمل الذي قام به المغرب في القارة الإفريقية مثير للإعجاب بشكل خاص”.
وشدد لوكورتييه على أن “الشراكة المغربية الفرنسية الاستثنائية تعززت، خلال هذه السنوات الخمس والعشرين، بشكل لا يمكن إنكاره؛ لأن البلدين معا اعتمدا بشكل منهجي “رد الفعل الفرنسي المغربي” في كل مرة يواجهان فيها تحديات مشتركة، مع استحضار أبرز القضايا المشتركة؛ كالتحول في مجال الطاقة وإزالة الكربون، والسيادة الصناعية، ورأس المال البشري، والأمن والسلام”.
“وتفتخر فرنسا بأنها قادرة على اعتبار نفسها حليفا جديّا، ومخلصا للمغرب منذ عقود عديدة؛ كما تشرّفت فرنسا بشكل خاص باختيار الملك محمد السادس لها للقيام بأول زيارة دولة له إلى الخارج في مارس 2000. وطوال فترة حكم جلالته، تم فرض التعاون الفرنسي المغربي كدليل”، أردف الدبلوماسي الفرنسي ذاته.
وأورد السفير الفرنسي بالمغرب أن “هذه العلاقة المميزة تنعكس بشكل خاص في العلاقات الاقتصادية الوثيقة التي توحد بلدينا، بحيث سوف تتجاوز تجارتنا 14 مليار يورو في عام 2023، حيث تضاعفت في أقل من عشر سنوات، وهذا رقم قياسي يظهر أن الديناميكية لا تزال قوية للغاية، عبر تجسيد تجارة متوازنة بشكل إيجابي بالنسبة للمغرب”.
وأضاف: “كما أصبحت العلاقات الإنسانية بين فرنسا والمغرب أقوى من أي وقت مضى، مع وجود جالية نشطة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ويمكن لفرنسا أن تفخر بشكل خاص بوجود أكثر من 45 ألف طالب مغربي في بلدنا؛ إنهم سفراء الشراكة الفرنسية المغربية للمستقبل”.
وكشف لوكورتييه قائلا: “ليس لدي أدنى شك في أنه، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ25 لتسلم صاحب الجلالة العرش، ستتمكن فرنسا من أن تثبت بأعلى درجة من الوضوح أهمية علاقتها مع المغرب وتأكيد رغبتها في تجديد علاقاتها المغرب، والتزامها التاريخي مع الرباط”.
وزاد: “لكن لا يزال بإمكاننا المضي قدمًا والقيام بالأمور بشكل أفضل والقيام بالأشياء بشكل مختلف، من خلال العمل على تجديد وتعزيز الشراكة الاستثنائية الضرورية لبلدينا، إذ هذه هي خارطة الطريق الوحيدة لدينا”.
“وفي المجال الاقتصادي، على سبيل المثال، نريد تعبئة الشركات الفرنسية للاستثمار في مجالات جديدة للتعاون، ويجب علينا إشراك المزيد من الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة في اتفاقات مع الشركات المغربية، ونريد أن تأتي المزيد من الشركات المغربية وتستثمر في فرنسا”، أورد سفير فرنسا بالرباط، لافتا إلى أنه “على المستوى السياسي، يجب علينا أن نستمر في تعزيز الروابط بين مجتمعينا الصديقين، للدفاع عن القيم التي نتقاسمها واقتراح حلول مبتكرة للتحديات الغد. وفي كثير من النواحي، يمكن أن تكون أعمالنا متكاملة، من خلال المساهمة في التنمية المستدامة للقارة الإفريقية، والاستجابة لتحديات المناخ والأمن الغذائي في العالم، على سبيل المثال”.