الرئيس الموريتاني تفادى التقاط صورة رسمية معه والبروتوكول اكتفى بعبارة “الصحراء”.. هل وجهت موريتانيا رسالة سياسية بطعم”الإهانة” للبوليساريو؟
لم يَبدُ الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، سعيدا وهو يستقبل زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، الذي حضر حفل تنصيبه المُقام يوم أمس الخميس في نواكشوط، على متن طائرة جزائرية، في الوقت الذي أظهر حفاوة واضحة عند دخول رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، الذي خَصص له استقبال خاصا.
والظاهر من خلال الصور التي التي بثها التلفزيون الموريتاني، أن “الحرج” الذي تسبب فيه ولد الغزاني لغالي ليس محض مزايدات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، فالرئيس الموريتاني لم يُظهر أي رغبة في الترحيب بالزعيم الانفصالي الذي يُفترض أنه حل ببلاده باعتباره “رئيس دولة”، وتفادى التقاط الصورة الرسمية معه.
الرئيس الموريتاني ظهر محرجا وهو يستقبل غالي، هذا الأخير الذي سينتقل له الإحراج عندما سيلاحظ أن ولد الغزواني يتكلف مصافحته ويرفض مبادلته أطراف الحديث، وسيبدو تائها حين تفادى هذا الأخير التقاط صورة معه، لدرجة أن زعيم “البوليساريو” سيحاول التقرب منه جسديا عن طريق وضع يده على كتفه من الخلف، بعد أن أشاح مستضيفه بوجهه.
وما زاد إعطاء الأمر صبغة “الموقف الدبلوماسي”، هو أن ولد الغزواني أبدى ترحيبا واضحا برئيس الحكومة المغربي الذي حل بنواكشوط ممثلا للملك محمد السادس، إذ صافحه بحرارة وتبادل معه عبارات المجاملة، ووقف الإثنان في مواجهة الكاميرا من أجل التقاط الصورة الرسمية، كما ينص على ذلك بروتوكول استقبال رؤساء الدول والحكومات.
والملاحظ أيضا، عند الاطلاع على مشاهد حفل التنصيب، أن القائمين على البروتوكول، تفادوا كتابة عبارة “الجمهورية الصحراوية” أو “الصحراء الغربية” في مقدمة موقع جلوس زعيم الجبهة الانفصالية، مكتفين بعبارة “الصحراء”، وهي خطوة تبدو أكثر حيادا بالنسبة للبلد المغاربي الذي لم يسحب اعترافه بـ”دولة” البوليساريو القائم منذ 1984.
وكان ولد الغزواني قد خصص لأخنوش استقبالا خاصا، على هامش حضوره في نواكشوط للمشاركة في حفل تنصيبه رئيسا لموريتانيا ولاية ثانية، وصرح رئيس الحكومة، إثر ذلك، أن الملك محمد السادس، “حريص على تعزيز التعاون بين البلدين”.
وأورد أخنوش في تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه أبلغ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تهاني الملك محمد السادس بمناسبة إعادة انتخابه، وكذا متمنياته للجمهورية الإسلامية الموريتانية بمزيد من الرقي والتقدم.
وأكد أخنوش أن الرئيس الموريتاني عبَّر، خلال هذا الاستقبال، عن “رغبته الأكيدة في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، ومواصلة تنميتها وتطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، وكلفه بتبليغ الملك تحياته ومتمنياته للمملكة بمزيد من الازدهار”.